كوبري ستانلي من ” عروس البحر الأبيض المتوسط – الأسكندرية” .. بقلم دعاء نصر

كوبرى ستانلي ” تاريخ سياسي وقيمة سياحية عظيمة وملتقي العشاق والمشاهير في كل العصور

كوبري ستانلي المشيد عام 2001 علي الرغم من حداثة بناءه إلا أنه أصبح من أحد أهم معالم محافظة الإسكندرية وأشهرها على الإطلاق، بسبب طرازه المعمارى المميز وإطلالته الساحرة على واحد من الخلجان النادرة بالبحر المتوسط، فقد شيد الكوبري على الطراز الفلورنسى الإيطالى، المستوحى من كوبرى المنتزة (شيده المهندس الإيطالى بروتشى باشا فى عهد الملك فاروق).

أهم إنجازات المحجوب

شركة المقاولون العرب، هي من قامت بتشيد وتنفيذ كوبري ستانلي فى عهد اللواء عبدالسلام المحجوب، محافظ الإسكندرية الأسبق، وكان من أهم إنجازات المحجوب ، حيث انه قام بتوسعه كورنيش الاسكندريه وكان هذا الكوبري أحد أهم التوسعات لكورنيش الإسكندرية ، ويبلغ طول كوبري ستانلي 400 متر وعرضه 21 مترا وبتكلفة قدرت بـ 30 مليون جنيه في ذلك الوقت ، وافتتحته السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك فى الثاني من سبتمبر عام 2001.ليكون أول جسر يخترق سطح مياه البحر الأبيض المتوسط في الإسكندرية، ف كوبري ستانلي يتميز بروعة وجمال تصميمه، إذ يشبه تصاميم القصور الملكية في هيئته وإضاءته المتميزة .

أول كوبرى يشيد علي خليج

كوبرى ستانلى يعد أول كوبرى يشيد علي خليج من مجموع 28 خليجا موجودا بسواحل الإسكندرية ويعد خليح ستانلى أجملها وأروعها، ف خليج ستانلي، هو الموازي لطريق الكورنيش، ضمن المرحلة الثالثة لأعمال تطوير كورنيش الإسكندرية

أما عن فكرة إنشاء الكوبرى فهو كان يستهدف حل أزمة الاختناقات المرورية بطريق الكورنيش، وتحديدا فى هذه المنطقة التى كانت تتصف بالضيق والمنحنيات،

الكوبرى يخدم المنطقة المحيطة به فقط ويطل عليه فندق سان جوفانى والمتحف البحرى وقصر سباهى الشهير ومنزل فريد القبانى الذى نفذ مشروع كورنيش الإسكندرية عام 1934.

ومن الجدير بالذكر أن الكوبرى يعد أول إضافة كبيرة لكورنيش الإسكندرية منذ تأسيسه عام 1934. وقد ساهم في رفع مستوى المنطقة.

نقل تمثال بطليموس الثانى

ومن الطريف رواية الخبير الأثري «أحمد عبدالفتاح»، أن عندما قرر نقل تمثال بطليموس الثانى من حديقة المتحف البحرى بمنطقة رشدى إلى مكتبة الإسكندرية، قبل افتتاحها عام 2002، واجهوا مشكلة مرورية كبيرة يصعب حلها لولا وجود الكوبرى، وقروا عكس اتجاه حركة المرور فى طريق الكورنيش في وقت متأخر من الليل ، وساعد فى ذلك كوبرى ستانلى، فكان له الفضل فى نجاح نقل التمثال إلى مكتبة الإسكندرية.
وينصح “عبدالفتاح” بضرورة تطوير الكوبرى وتشغيل الشرفات الموجودة بالجانب الشرقى والغربى ويمكن تأجيرها مطعما بمائدة واحدة تطل على البحر المتوسط.

كوبري ستانلي قيمة سياحية

و على الرغم من أن «جسر ستانلى» شيد بهدف حل مشاكل سيولة المرور بطريق الكورنيش إلا أن قيمته السياحية فاقت قيمته المرورية التى شيد من أجلها، فقد أصبح مزارا لكل رواد الإسكندرية ويشهد العديد من الفعاليات السياحية والترويجية، وصورت عليه مشاهد سينمائية وتليفزيونية شهيرة ، مثل فيلم العيال هربت بطولة الفنان حمادة هلال وفيلم صايع بحر بطولة الفنان أحمد حلمي، و إعلانات شركة اتصالات، و فيلم الدادة دودي بطولة الفنانة ياسمين عبد العزيز .

جسر الحب في باريس

في خلال سنوات قليلة مضت تحول الكوبرى إلى أشهر ملتقى للأصدقاء والمحبين الذين نقشوا أسماهم على أقفال وعلقوها بأسوار الكوبرى، ف يعد الكوبري بمثابة جسر الحب في باريس “جسر الفنون” الذى يعبر نهر السين فى العاصمة الفرنسية باريس.

كما شهد الكوبرى مواكب الزفاف والأعراس الشعبية البسيطة، ولرحلات الحنطور السياحية، ولجولات المواطنين الباحثين عن الذكري الخالدة .وشهد أيضا العديد من قصص اللقاء، وقصص الوداع والعديد من حوادث الانتحار .

مزار لجميع الطبقات الراقية ل كوبري ستانلي

حيث أشتهر حي”ستانلي”، حيث يقع “كوبري ستانلي”، بتاريخه كأحد أعرق وأرقي أحياء الإسكندرية إذ كان مزار لجميع الطبقات الراقية في المجتمع المصري والعربي والعالمي، وتوافد عليه المشاهير والشخصيات العامة والهامة ، مثل الرئيس المصري محمد أنور السادات وقرينته جيهان السادات، وملك الأردن حسين بن طلال وقرينته ، والكتّاب مثل إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ، والفنانين والفنانات مثل فاتن حمامة وعمر الشريف وأحمد رمزي، وصباح،، وهند رستم، وشويكار، وسعاد حسني، وزبيدة ثروت، وشادية و الكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي.