ذكرى رحيل سيدة المسرح ” شويكار” وسر اكتشاف فطين عبد الوهاب لها

كتبت / رانيا درويش 

يتزامن اليوم 14 أغسطس ذكرى رحيل الفنانة المصرية، شويكار إبراهيم طوب التى أشتهرت بأسم ” شويكار ” 

ولدت بالإسكندرية عام 1936 لعائلة تركية من أب تركي وأم شركسية ارتبطت بالفن منذ الصغر، حيث كانت تعشق التمثيل، وخاصة على المسرح، تحرص على مشاهدة الأفلام والمسرح، وشجعتها على ذلك والدتها، وكانت اول من وقف بجانبها، حيث دعمت موهبتها ومرافقتها إلى شركات الإنتاج ومواقع التصوير. 

واكتُشفت موهبتها الفنية بالصُّدفة في نادي سبورتنغ بالإسكندرية، ثم اكتشافها المخرج فطين عبد الوهاب، ووجد فيها موهبة فنية خاصة في الكوميديا. 

درست شويكار في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، ورشحها للعمل في المسرح المخرج حسن رضا، وتلقت دروس التمثيل من عبد الوارث عسر ومحمد توفيق. 

بدأت الفنانة الراحلة مشوارها مطلع الستينيات في السينما بأدوار قصيرة مميزة أمام نجوم كبار مثل أفلام حبي الوحيد 1960 مع كمال الشناوي، غرام الأسياد 1961 أمام عمر الشريف، الزوجة 13 1962 بطولة رشدي أباظة.

 التقت للمرة الأولى الفنان فؤاد المهندس، الذي تزوّجت منه لاحقاً، في مسرحية “السكرتير الفني” التي أخرجها، وشارك في تمثيلها عبد المنعم مدبولي، وشكّلت بعد ذلك مع المهندس ثنائيّاً مسرحيّاً مميزاً في ستينيات القرن الماضي، فقدما معاً مجموعة من الأعمال التي رسّخت في وجدان المشاهد المصري والعربي، من بينها أنا وهو وهى وأنا فين وأنت فين ، أنا وهي وسموه، حواء الساعة 12 ، السكرتير الفني ، سيدتي الجميلة، وانتقل النجاح من المسرح إلى التلفزيون فقدما معاً أفلام أخطر رجل في العالم ،شنبو في المصيدة ،مطاردة غرامية، العتبة جزاز، أنت اللي قتلت بابايا ، ربع دستة أشرار ،عريس بنت الوزير، ومع حلول منتصف السبعينيات انتقلت شويكار إلى مرحلة جديدة برزت فيها موهبتها بشكل أكبر من خلال أدوار مركبة ومختلفة عن الصورة المأخوذة عنها، فشاركت في أفلام ،الكرنك 1975، دائرة الانتقام 1976، طائر الليل الحزين 1977، درب الهوى 1983، سعد اليتيم 1985، أميركا شيكا بيكا 1993. 

وفي التسعينيات جذبتها الدراما التلفزيونية، فقدمت نحو 20 مسلسلاً من بينها كلام رجالة 1995، ترويض الشرسة 1996، هوانم جاردن سيتي، امرأة من زمن الحب 1998، أحزان مريم 2006، سر علني في 2012 الذي يعد آخر مسلسلاتها.

وكان أصاب خبر رحيل شويكار الوسط الفني بصدمة كبيرة، إذ ظهرت منذ فترة قريبة لتُؤكِّد أنها بخير، وقد تعود إلى الوسط الفني في حال ظهور عمل يُعجبها، أو دور يحفظ لها تاريخها وقيمتها، ونالت الفنانة عديداً من التكريمات والجوائز من مهرجانات ومؤسسات فنية، كان آخرها تكريمها من قِبل المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته العشرين أكتوبر 2016 ، لقبت بسيدة المسرح المصرى. 

يذكر أن شويكار كانت قد كشفت عن حالتها الصحية التي أحيطت بكثير من الإشاعات خلال الفترة الأخيرة، في آخر حوار لها مع “اندبندنت عربية”، إذ قالت إنها تعرَّضت لانزلاق أدَّى إلى حُدوث كسر في الحوض، وأجرَت عملية جراحية، ثم استسلمت للراحة التامة بناءً على تعليمات الأطبَّاء، إذ عانت مشكلات في الحركة، وقررت شويكار إعتزال الفن قبل وفاتها بعدة سنوات وعدم الظهور تليفزيونياً فى البرامج ، وذلك بسبب مرضها. 

بنت الإسكندرية “شويكار” رحلت عن دنيانا عن عمر ناهز 81 عاما، فى 14 أغسطس 2020 تاركه مسيرة فنية رائعة.