الكوابيس.. رسائل مظلمة من أعماق النفس

كتبت / دنيا أحمد
في ظلمة الليل، حين يهدأ كل شيء وتغفو الأجساد على وسائد الراحة، هناك من يستيقظ على صرخة، أو عرقٍ بارد، أو خفقة قلبٍ مفزوعة… إنها الكوابيس، تلك الأحلام المزعجة التي تقتحم نومنا دون استئذان، وتترك في النفس أثرًا قد يدوم أطول من الحلم نفسه.

الكوابيس ليست مجرد صور عشوائية، بل هي انعكاسات لقلقٍ دفين، أو ذنبٍ لم يُغفر، أو خوفٍ لم يجد له مخرجًا. أحيانًا تأتي من ضغوط الحياة، وأحيانًا من وساوس الشيطان الذي يسعى لترويع الإنسان، فيقلب ليله جحيمًا، ويزرع في قلبه الرعب والضيق.
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن علاج الكوابيس، فقال: “إذا رأى أحدكم ما يكره، فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل عن يساره ثلاثًا، ولا يحدث بها أحدًا، فإنها لا تضره.”
فهذه الوصية النبوية هي البلسم، وهي الحماية التي تردّ كيد الشيطان، وتعيد الطمأنينة إلى القلب.

ولأن النفس إذا أرهقتها الهموم، تضج في المنام، فإن من واجبنا أن نرتب دواخلنا قبل أن ننام، بذكر الله، بقراءة آية الكرسي، والمعوذات، وبنية صافية وقلب متوكل على الرحمن.

فالكوابيس، وإن كانت مفزعة، إلا أنها دعوة للتقرب، ولتفقد أحوال النفس، واستعادة السكينة من مصدرها الأصيل… ذكر الله.






