الدين معاملةعاجل

في مثل هذا اليوم عام 632م.. النبي محمد يُولّي أسامة بن زيد إمارة الجيش لمواجهة الروم

في مثل هذا اليوم عام 632م.. النبي محمد يُولّي أسامة بن زيد إمارة الجيش لمواجهة الروم

أرشيفية

كتبت: دنيا أحمد

في مثل هذا اليوم، 28 مايو عام 632م، تولّى الصحابي الجليل أسامة بن زيد قيادة الجيش الإسلامي بأمر من النبي محمد ﷺ، في مهمة حاسمة لتأمين حدود الدولة الإسلامية ضد تهديدات الروم، وذلك رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز العشرين عامًا حينها.

جاءت هذه الحملة بتوجيه مباشر من الرسول الكريم، الذي رأى أن الانتصارات السابقة لم تكن كافية لدرء خطر الروم عن حدود شبه الجزيرة العربية، فأسند مهمة قيادة الجيش لأسامة، وأمره بالتحرك نحو تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، ومباغتة العدو قبل أن يتمكن من الاستعداد، حتى يتكبد خسائر جسيمة.

كان أسامة بن زيد شجاعًا بطبيعته، نشأ محبًا للجهاد، شارك في غزوات عدة مثل الأحزاب وحنين ومؤتة إلى جانب والده زيد بن حارثة، وبرز ثباته في المعارك رغم صغر سنه.

لكن قرار النبي بتولية أسامة أثار جدلًا في صفوف بعض الصحابة، الذين استغربوا من تعيين “غلام” على كبار المهاجرين والأنصار. وعندما بلغ ذلك النبي ﷺ، غضب غضبًا شديدًا رغم معاناته من مرض الموت، فطلب أن يُصب عليه الماء لتخفيف الحمى، ثم خرج متكئًا إلى المسجد، وصعد المنبر مخاطبًا الناس قائلاً:

“أما بعد، أيها الناس، فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة؟! فوالله لئن طعنتم في إمارتي أسامة، لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبل، وإنه كان للإمارة خليق، وإن ابنه من بعده لخليق بالإمارة.”

ظل النبي ﷺ حتى لحظاته الأخيرة حريصًا على تنفيذ هذه المهمة، مرددًا لمن حوله: “أنفذوا جيش أسامة”، وموجّهًا له: “اغدُ على بركة الله”. لكن شاءت مشيئة الله أن ينتقل النبي إلى الرفيق الأعلى، والجيش لا يزال معسكرًا في الجُرُف خارج المدينة.

يبقى هذا الحدث شاهدًا على حكمة النبي ﷺ في اختيار القادة، وعلى ثقة عظيمة منحها لأسامة بن زيد، رغم صغر سنه، مما جسّد مبدأ الكفاءة لا العُمر في تحمّل المسؤوليات.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى