- احمد رجب افتقدت في رمضان جدو عبدو وعمو فؤاد ومفتقد مسلسلات إذاعة الشرق الأوسط
- أحمد رجب يتحدث عن أجواء وطقوس رمضان في حي الشرابية
أحمد رجب يتحدث عن الطقوس الرمضانية في حي الشرابية
خاص بعالم النجوم
أحمد رجب إعلامي برتبة ضابط ، ويظهر هذا لنا في خوضه للمهام الصعبة واقتحامه بؤر الإجرام ، وكشف قضايا الفساد وتسليط الضوء على كل ما يضر المواطن المصري من خلال تقديمه برنامج مهمة خاصة ، وهو ليس ضابط سابق او إعلامي ناجح فقط ، لكنه أيضاً كاتب متميز ويظهر هذا من سلسلة المقالات التي يرصد فيها كل مايخص المجتمع من قضايا شائكة.
أحمد رجب ما الأجواء الخاصة والطقوس التي تداوم عليها في شهر رمضان الكريم؟
في رمضان أعشق زيارة حي الشرابية مسقط رأسي و مسقط رأس والدي وأجدادي …
أزور الشرابية دومٱ في رمضان حيث مازال يقطن والدي الكاتب الصحفي الكبير محمد رجب في بيتنا القديم هناك …
أجلس في بلكونة منزلنا القديم واستمتع بشكل المحلات الكائنة أسفل البيت وأمامه وكلها محلات العطارين ومحلات الكنافة والقطايف وبيع الملابس والأدوات المنزلية والجزارين …
عايز أقولك إنها متعة ما بعدها متعة وإحساس لا يوصف خاصة أنني أتذكر وأنا جالس في بلكونة منزلنا القديم كل ذكرياتي وأنا طفل وذكرياتي أيضٱ وأنا شاب في مقتبل العمر … عاوز أقولك إني لما بنظر تحت البلكونة بتذكر عم أحمد رحمه الله اللي كان بيبيع الزبادي البلدي في السلطانية خاصة في شهر رمضان الكريم وكانت أمي رحمها الله تقف في البلكونة وتطلب مني أن أنزل له ” السابت ” وأشتري منه الزبادي !!
محل الكنافة
علي فكرة مازال محل الكنافة اللي قصاد بلكونتنا موجود والمحل ملك سيدة تدعى ” أم جميل” ورغم كبر سنها إلا أنها وعلى مدار خمسون عامٱ لابد وأن تحضر في رمضان وتنصب فرن القطايف أمام المحل وتضع الزينات والكهارب وأولادها كلهم بصحبتها إن كان جميل أو عزت أو شريف او مصطفي بل حتي عماد المقيم من عشرات السنين في إيطاليا واللي دايمٱ بينزل في رمضان ومعاه زوجتة الأجنبية وولاده عشان يقف مع والدته الحاجة ” أم جميل ” في محل الكنافة زي ما كان بيوقف معاها من ٣٠ سنة !!
كتير كنت بتعمد أصطحب في رمضان إبني الكبير يوسف وابنتي الصغيرة مريم عشان اخليهم يشوفون بعيونهم الطقوس دي .. لدرجة إني كنت بخلي يوسف يقعد علي فرن القطايف ويعمل بنفسه القطايف بمباركة والدته طبعٱ عشان نزرع جواه الأصالة والأعراف والتقاليد المصرية الجميلة اللي معظم جيلي اتربوا عليها .
أحمد رجب يتحدث عن أبو وفاء بتاع الجيلاتي بكل الحب
بعشق كمان انزل أقعد تحت بيتنا القديم في الشرابية بجانب المعلم أحمد الزيني صاحب محل الجزارة أو بجوار المعلم عادل عوض صاحب محل الخضار وابنه عماد ورغم أنهم مسيحيين إلا إنهم عشرة العمر كله وكانوا يشاركونا فرحة رمضان يمكن أكتر مننا إحنا المسلمين …
عايز أقولك كان عندنا زمان في حي الشرابية راجل اسمه ” أبو وفاء ” كنا بنقول عليه ” عم أبو وفاء بتاع الجيلاتى ” .. مكانش مصطلح الأيس كريم قد انتشر بعد !! .. عم أبو وفاء كان حافظ أسماء كل أطفال المنطقة .. أقسم لك بالله انه كان يعدي بعد الإفطار في رمضان وينادي على طفل طفل بإسمه وكنا كلنا نطلع نقف في البلكونات وكل طفل ينزل السابت عشان ياخد منه جيلاتي .. كان ينادي ويقول ” يلا يا أحمد .. يَلا يا صالح .. يلا ياعبدالله .. يلّا يا مها .. وهكذا ” ويفضل ينادي بصوت رهيب كلنا كنا نسمعه .. ويقول بسخرية ” هو في ايه .. أنتم فطرتم ونمتم ولا إيه ” .. ويقول على نفسه ” أنا أبو وفاء الأبهة ” …سبحان الله إن حضرتك بتعملي معايا الآن الحوار ده وأنا كنت لسة موجود في حي الشرابية .. مش هتصدقى لو قلتلك إني لسة مقابل من ساعتين أبو وفاء بتاع الجيلاتى وقد تجاوز الآن التسعون عامٱ .. والله زي ما بقولك كده.
بداية حياة احمد رجب
الغريب إني في بداية حياتي أقمت فترة أنا وزوجتي وأولادي يوسف ومريم في نفس بيتنا القديم وكان عم أبو وفاء بيجي كعادته بعد الإفطار في رمضان.. ومن بعد ما كان بينادي عليا وأنا طفل ويقول ” يلا أحمد .. أنا أبو وفاء الأبهة ” أصبح ينادي علي ولادي ويقول ” بلا يايوسف .. يلا يامريم .. أبو وفاء الأبهة ” !! .. تعرفي إني كنت قاعد من شوية كعادتي دائماً قبل رمضان بجوار عم عادل الخضري اللى قصاد بيتنا هو وإبنه عماد .. واقشعر بدني أقسملك بالله لما سمعت صوت عم أبو وفاء من بعيد . كنت فاكر إنه مؤكد قد مات .. سألت عماد إبن عم عادل الخضري .. قلت له هو ده أبو وفاء ياعماد ؟!!
قالي أيوه هو .. قالي عنده الآن ٩٧ سنة ولسة شغال ولسه بيعدي في الشوارع بعربية الجيلاتي المميزة اللي مكتوب عليها اسمه .. ولسة بينادي على أطفال المنطقة زي ما كان بينادي زمان على الأطفال اللي كبروا وأصبحوا أباء وأمهات بل منهم الأجداد الآن والجدات !!
وقال أحمد رجب عاوز أقولك إني طيرت من الفرحة قسما بالله العظيم وحسيت إن الدنيا لسة بخير خاصة لما قابلته وسلمت عليه
طلبت منه طلب غريب .. قلت له عايز أصورك فيديو ياعم أبو وفاء .. وعاوزك تنادي علي ولادي زي ما كنت بتنادي عليهم زمان في رمضان .. عاوزك تقول زي ما كنت بتقول زمان بالظبط ” يلا يا يوسف .. يلا يا مريم .. ابو وفاء الأبهة ” .. !!
لم يرفض طلبي بل سألني عليهم .. قالي هما مش معاك ؟!! .. قلت لأ .
بس هبعتلهم الفيديو القصير ده على الواتس أب . وضحك عماد بتاع الخضار وقاله يلا نادي عليهم يا راجل يا عجوز عشان الأستاذ أحمد رجب يطلعك في التليفزيون ..
وسبحان الله رغم سنه الكبير جدا جدا إلا إن صوته زي ماهو .. زي زمان بالظبط .. ومستعد ابعتلك الفيديو حالٱ
دي كانت بعض الأجواء الخاصة والطقوس اللي مازلت بداوم عليها وأهم ما في هذه الطقوس هو ” عم أبو وفاء ” الأبهة ” بتاع الجيلاتى صاحب التسعون عامٱ ” …
أحمد رجب بعد تطور الحياة أختلف الأجواء .
لكن ده ما يمنعش خاصة مع تطور الحياة ومرور السنين إني لازم في محل سكني الحالي بمنطقة حدائق الأهرام أني بعمل خيمة رمضانية في روف منزلي ومعلق من تحتها فانوس رمضان والتليفزيون والقعدة الرمضانية اللي ولادي اتعودوا عليها في رمضان وبقوم بنفسي في بعض أيام رمضان بالشوي في الروف كي أخفف علي زوجتي عناء الوقوف في المطبخ .. إلى جانب إني دايمٱ اصطحب اولادى يوسف ومريم قبل الإفطار عشان نجيب المشروبات خاصة التمر والسوبيا والكلام ده .. لكن صدقيني كل ده ميجيش حاجة جنب أحلى وأروع وأجمل الطقوس اللي كنت بعملها في مسقط رأسي في حي الشرابية في شمال القاهرة والتي لم أتخلى عنها حتى الآن !!!
أحمد رجب ايه الشئ اللي كنت بتحبه فى رمضان زمان افتقدته في رمضان دلوقتي ؟
اللي كنت بحبه في رمضان وافتقدته حالياً هو الزبادي السلطانية بتاع عم أحمد اللبان اللي كان عنده عجلة مميزة في مقدمة العجلة ستاند حديدي كان بيحط جواه السلطانيات الفخار اللي فيها الزبادي وكان يعدي على البيوت زمان في حي الشرابية وكنا نشتري منه الزبادي ….
أحمد رجب افتقدت طعم الطرشي والمخلل البلدي بتاع رمضان .
أما عن اللي افتقدته في التلفاز والإذاعة .. أفتقدت عمو فؤاد اللي كان بيزرع جوانا القيم والمبادئ والاخلاقيات في مسلسله الشهير ” عمو فؤاد” اللي كان بيذاع زمان قبل الإفطار في رمضان وكنا كلنا اطفال السبعينيات ننتظره من رمضان لرمضان …
افتقدت ” جده عبده” هذا المسلسل الشهير الذي كان بيقدمه الفنان القدير عبد المنعم مدبولي رحمه الله وكنا بنتعلم منه ايضا قيم سامية ومبادئ رائعة مثل قيمة الأرض لما كنا بنشوف جده عبده وكيف زرع أرضه وكيف قبل أن يغرس فيها التقاوي والبذور والجذور النباتية قد غرس فينا القيم والأصالة وجذور المحبة والإخاء وقيمة العمل وحب الوطن وغيرها من الأعراف والتقاليد التي كان يكرسها جده عبده …..
المسلسلات ومدي فقدانهم للإعلامي أحمد رجب
مفتقد مسلسلات إذاعة الشرق الأوسط التي مستحيل أن أنساها ماحييت وبالأخص المسلسل الإذاعي القديم الذي كان يذاع في رمضان في ثمانينيات القرن الماضي وهو مسلسل ” فين عيونك يانوال ” للقدير رحمه الله نور الشريف والفنانة المتميزة آثار الحكيم والفنانة القديرة جدا رحمها الله “
عاوز اقولك إن تتر البداية وموسيقي التتر اللي نظم لحنها الملحن القدير عمار الشريعي رحمه الله كانت بتهز جسمي النحيل وكنت بحس إن مصطفى اللي جسد شخصيته نور الشريف ونوال اللي جسدت شخصيتها آثار الحكيم اعرفهم أنا من زمان وكنت افرح مع افراحهم وأبكي مع أحزانهم .. وأذوب عشقٱ مع كم الحب والعشق الذي ظل مصطفي يحتفظ بهما لنوال رغم مرور ٣٠ سنة علي فراقهم لدرجة أني مازلت حافظ كلمات التتر اللي كان بيقولها بصوته الفنان نور الشريف وكانت بتقول ” تلاتين سنة .. ماتت فيهم حاجات كتير .. وضاعت فيهم حاجات كتير .. وتغيرت خريطة الدنيا .. اتشالت من عليه بلاد واتحطت بلاد .. واتغير اللي مكانش ممكن يتصور انه يتغير .. لكن الشئ الوحيد اللي منغيرش في التلاتين سنة دول .. هو حبي ليكي يانوال . فين عيونك يانوال ؟!!!
من هم الذين تفتقدهم؟
مفتقد لعظماء الكتاب الذين كتبوا للإذاعة المصرية أمثال محفوظ عبدالرحمن مؤلف هذا المسلسل الذي كنت أعشقه ” فين عيونك يانوال”
مفَتقد للمخرجين الموهوبين أمثال حسني غنيم …
مفّتقد مسلسلات ودراما التليفزيون التي أكاد أجزم انها لم ولن تتكرر مرة أخرى امثال ليالي الحلمية وجمعة الشوان ورأفت الهجان وغيرها !!
مُفتقد لحاجات كتير جدا جدا جدا ربما لا يتسع لها المقام هنا كي أسردها لكي ولكن دعيني أجزم لكي أن أهم شئ أنا مفتقده بالفعل يتلخص في كلمة واحدة فقط وهي ” الحب ” !!! .. الحب اللي كان بينا زمان واللي كان متجسد في كل شئ حوالينا .. تعاملاتنا .. عادتنا .. أخلاقياتنا .. الدراما بتاعتنا سواء إذاعة أو تليفزيون .. كان متجسد في التسامح .. الصفح .. صلة الرحم .. الود .. الذوق العام في كل شئ !!
أحمد رجب إيه أكتر أكلة بتحب تاكلها من وانت صغير أول يوم رمضان ؟ واكتر اكلة بالنسبالك بتميز رمضان ؟
أحب أتناول أول يوم رمضان التمر يعقب ذلك أي أكل تفعله زوجتي .. أي شئ هي بتعمله أنا بحبه وأساس الحب ده هو حبي وتقديري ليها اللي عمره ما هيتغير واللي هي نفسها ربما لم تعرف قدره حتي الآن وأكاد أجزم أنها لم ولن تعرف إلا بعد رحيل العمر ….
لسبب واحد وهو أن ظواهر الأشياء قد تخفي العديد من الحقائق التي دائمٱ ما تتضح وتظهر بعد الموت !!
المهم إني بحب أي شئ زوجتي بتعمله بنفسها وبعشق وقفتها في المطبخ في اللحظات الأخيرة قبل الإفطار …
تفتكر هيكون في تراويح ولمة العيلة السنة دى ولا الوضع اللى احنا في بسبب كورونا هيستمر ؟
التراويح لا ترتبط عندي بالمساجد خاصة أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤديها في المنزل …
ولكننا وفي ضوء موروثنا الفاطمي القديم فإننا قد تعودنا علي بهجة المساجد وإقامة الشعائر بها وغيرها من عادات وتقاليد المصريين التي ربما أري أن كوفيد ١٩ اللعين قد يحول من وجهة نظري دون ذلك ولكن دعني أؤكد لكي أننا قادرين وكل رب أسرة قادر أن يجعل من منزله محراب يقيم فيه شعائر الله هو وزوجته وأولاده ….
لا كهنوت ولا وسيط في الإسلام فالله قريب من العباد ولا تحتاج عبادة الله خاصة في الظروف القهرية والاستثنائية إلي أن نقسو على أنفسنا أكثر من اللازم ويجب أن نكون جميعنا علي يقين تام بأن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا وإن شاء الله تعالى يدخل علينا رمضان بالخير واليمن والبركات
أحمد رجب تحب تقول أيه لمحبينك وللشعب المصري بمناسبة قدوم شهر رمضان؟
أحب أقول لجمهوري ومحبيني اني بحبكم جدا ويعلم ربنا بمدى احترامي وتقديري وحبي لكم جميعٱ واقولهم كل سنة وانتم طيبين وأدعوهم وأدعو نفسي إلى التعلق بالله فهو الحصن الحصين وهو السند والأهل وهو الفرار والملاذ وهو السبيل والمستعان وهو القادر على تبديل الحال إلى حال وكل سنة وحضرتك طيبة مؤكدٱ لكي انكي من أمهر وأشطر الصحفيات اللاتي تعاملت معهم في حياتي راجيٱ منكي أن لا تحذفي شهادتي في حقك لأنها ليست مجاملة علي الإطلاق فأنا لم أتعود أن أصرح بشيء لا اشعر به أو أن اقول شئ غير مقتنع به .. حقٱ لكي بصمة وأسلوب صحفي متميز جدا وهي موهبة منحها الله إياها …
وختم حديثه قائلا…
كل سنة وحضرتك وعزيزتي عالم النجوم بخير وسعاده دائمة ….
وأشكرك جدا جدا علي هذا الحوار