الدين معاملة

“قل خيرًا أو لتصمت”… قاعدة ذهبية في التعامل الإنساني


“قل خيرًا أو لتصمت”… قاعدة ذهبية في التعامل الإنساني

“قل خيرًا أو لتصمت”… قاعدة ذهبية في التعامل الإنساني
صورة ارشيفية

كتبت: دنيا أحمد 

يمتلئ التراث النبوي بالحِكم والتوجيهات التي تنظم حياة المسلم وتجعلها أكثر رقيًا وسلامًا، ومن بين هذه التوجيهات النبوية البليغة حديث قصير لكنه يحمل دلالات عظيمة: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”. في هذه الكلمات القليلة، وضع النبي محمد ﷺ قاعدة أخلاقية عظيمة تُصلح العلاقات بين الناس، وتحفظ الألسن من الزلل، وتُرسي قيم الاحترام والسكينة في المجتمع.

“قل خيرًا أو لتصمت”… قاعدة ذهبية في التعامل الإنساني
صورة ارشيفية

معنى الحديث:

هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري ومسلم، وهو جزء من وصايا النبي ﷺ التي تُظهر العلاقة بين الإيمان والسلوك. فالحديث يربط بين الإيمان الحقيقي وبين التصرفات العملية، ويؤكد أن من كان يؤمن بالله حقًا واليوم الآخر، عليه أن يحرص على ما يخرج من فمه، فلا يتكلم إلا بما فيه خير، وإن لم يجد ما يقوله من خير، فليصمت.

أهمية الكلام الطيب:

الكلام له أثر بالغ في النفوس، فهو قادر على أن يُسعد، ويواسي، ويشجّع، كما أنه قادر على أن يجرح ويهدم. ومن هنا تأتي أهمية أن يكون حديث المسلم نابعًا من الخير، فلا يُقال إلا ما يرضي الله، وما ينفع الآخرين. الكلمة الطيبة صدقة كما ورد عن النبي ﷺ، وهي سبب في تقوية الروابط الاجتماعية ونشر المحبة.

فضيلة الصمت عند الحاجة:

الصمت في غير موضع الخير ليس ضعفًا أو تقاعسًا، بل هو حكمة. فكم من كلمة خرجت بلا تفكير كانت سببًا في خصام أو قطيعة أو فتنة! وقد علّمنا الإسلام أن الصمت أفضل من الكلام الذي قد يؤدي إلى أذى أو سوء ظن. لذا جاء التوجيه النبوي واضحًا: إن لم تكن الكلمة خيرًا، فالصمت أولى.

“قل خيرًا أو لتصمت”… قاعدة ذهبية في التعامل الإنساني
صورة ارشيفية

تطبيق الحديث في حياتنا:

يمكن للمسلم أن يطبق هذا الحديث في كل مواقف الحياة: في الحديث مع الأهل، أو الزملاء، أو الجيران، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فقبل أن نكتب أو نتكلم، ينبغي أن نسأل أنفسنا: “هل في هذا الكلام خير؟”، فإن كان الجواب نعم، قلناه، وإن كان فيه شك أو ضرر، فالصمت هو السلامة.

في الختام، حديث النبي ﷺ “فليقل خيرًا أو ليصمت” هو مبدأ تربوي وأخلاقي بالغ الأهمية، يرشدنا إلى مراقبة ألسنتنا وتحمل مسؤولية كلماتنا. إنه دعوة لنشر الخير بالكلمة، وكفّ الأذى عنها بالصمت. فلتكن ألسنتنا أداة بناء لا هدم، ولنحرص على أن يكون حديثنا زينة لنا في الدنيا، ونجاة لنا في الآخرة.

زر الذهاب إلى الأعلى