أقلام وآراء … بقلم : حمدي رزق
من مأثورات «مارتن لوثر كينج» قوله: «بالإصرار الصبور والراسخ سوف نمضى قدمًا إلى أن تتحول كل وديان اليأس إلى قمم للأمل..»، وعلى رأى جدتى طولة البال تبلّغ الأمل، والأمل لولاه عليَّا، وعيش بالأمل، هذا زمن الأحلام، وصفًا الجمهورية الجديدة جمهورية تحقيق الأحلام المؤجَّلة.
لم يُمرِّر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، عيد القيامة المجيد دون تهنئة مشفوعة بهدية مقبولة لإخوتنا، الموافقة على تقنين أوضاع ٢٣٩ كنيسة ومبنى تابعًا، وبذلك يبلغ عدد الكنائس والمبانى التي تمت الموافقة على تقنين أوضاعها منذ بدء عمل اللجنة وحتى الآن ٢٤٠١ كنيسة ومبنى تابع، وهو رقم يبعث على الغبطة والسرور، ومحل تقدير من الكنائس المصرية التي تلهج ألسنة قادتها بالامتنان.
هل من إخوتنا مَن كان يحلم بهذا الرقم قبل أعوام على صدور القانون رقم ٨٠ لسنة ٢٠١٦ بشأن بناء وترميم الكنائس في ٢٨ سبتمبر ٢٠١٦، وتشكيل اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمبانى التابعة لها في يناير ٢٠١٧، برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية ٦ وزراء، وممثلين عن الطائفة المعنية وعن جهات سيادية، حيث تولّت اللجنة تلقى طلبات التقنين ودراستها بروح المواطنة الحقّة؟
حدث بالفعل في ظل رئيس يؤمن بالمواطنة، ويعتقد في حرية الاعتقاد، ويقولها بملء فيه: «ولو فيه يهود سنبنى لهم المعابد»، والمعابد اليهودية القائمة مُوفَّقة أوضاعها تمامًا، ومنذ زمن بعيد، وجرَت عليها عمليات إعمار مُكلِّفة وترميمات غاية في الروعة بأيدى خبراء الترميم المصريين.
حاصل أعمال اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس يبرهن على جهد وطنى مشكور، والرقم ٢٤٠١ أقرب إلى عيدية عيد القيامة المجيد، ويحوى رسالة وطنية بعلم الوصول، وإشارة، واللبيب من الإشارة يفهم، واللبيب بالإشارة يفهم، وهذا المَثَل لا يتحدّث عن الإشارة، وإنما عن الذكاء والنباهة، ومَن لَم يَهدِه قَليلُ الإِشارة لَم يَنفَعهُ كَثيرُ العِبارَة. وراء هذا الإنجاز الوطنى في ملف حرية العبادة ثورة عظيمة (٣٠ يونيو)، التي تمخضت عن مواطن مصرى ذى فطرة سليمة برتبة قائد يستبطن المعنى الحقيقى للمواطنة وعنوانها العريض، حرية العبادة، والحق في إقامة دُور العبادة، والمساواة في هذا الحق.
المواطن المصرى عبدالفتاح السيسى يوجه ببناء المسجد والكنيسة في العاصمة الإدارية والمدن الجديدة وحتى في «مركز الإصلاح والتأهيل بوادى النطرون»، ولا يفرق بينهما.
فلسفة البناية الجديدة في الجمهورية الجديدة تؤسس على المواطنة الصحيحة براء من الأمراض المتوطنة والسارية، خلو من إحن ومحن وثأرات وحزازات الماضى القريب الكئيب، أيام الاحتلال الإخوانى المتسلفن البغيض.
مجددًا، واللبيب من الإشارة يفهم، ركز في النقلة التاريخية التي عبرت بالقضية من حال بائِس إلى تفاؤل باسم، مُنجَز تاريخى حاصل جمع نضالات جمع من المصريين يستبطنون المواطنة الحقّة.
ما تم توفيق أوضاعه من كنائس ومبانٍ ينسحب عليه تعجبًا حِلم ولا عِلم؟. تخيل يا مؤمن ٢٤٠١ كنيسة ومبنى تحصّلت على رخصتها، ورفعت صليبها، وصدحت أجراسها، وأُضيئت منائرها، فوق الخيال ما يحدث بعد عقود عجاف وذكريات عبرت، كان إصلاح دورة مياه في كنيسة يستحيل دون قرار جمهورى!.
مهم التنوير على مُنجَز وطنى معتبر، هذا ملف وطنى حظى بإرادة سياسية نافذة، وإجماع وطنى معتبر، على أرضية مصرية خصبة، ووصية قرآنية محفوظة في الكتاب الكريم «فَإِنْ أمن بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِى اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ» (البقرة: ٢٨٣