أم كلثوم في ذكرى ميلادها… غياب الجسد وبقاء الروح في وجدانا

تقرير: ثريا الصاوي

أيقونة الطرب في العالم العربي وعُرفت بعدة ألقاب منها سوما، كوكب الشرق، سيدة الغناء العربي، صاحبة العصمة وڤيثارة الشرق تميزت بكلمات أغانيها التي تتحدث عن لهفة المحب وحالة الاشتياق في أول لقاء وحزنه الشديد عند بعد الحبيب هي صوت نادر لم يتكرر حتى وقتنا هذا ومازال لديها مستمعين من كل الفئات العمرية والثقافات المختلفة

تحل علينا ذكرى ميلاد “فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي” وشهرتها الفنية أم كلثوم التي ولدت في مثل هذا اليوم عام 1898، فى قرية طماي الزهايرة التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية ذاع صيت سوما في سن مبكر وفي عام 1922 انتقلت إلى القاهرة لتصبح تلك الخطوة الأولى إلى سلم المجد.

كونت أول تخت موسيقي لها في عام 1926 بعد تعرفها على الشاعر أحمد رامي و الملحن محمد القصبجي أصدرت مونولوج “إن كنت أسامح وأنسى الآسية” والذي حقق لها شهرة كبيرة، وفي عام 1934 كانت أول مطربة مصرية تلتحق بالإذاعة المصرية.

تملك سوما مجموعة من الأغاني العاطفية عن كافة مراحل الحب التي اشتملت الحب الصامت، الإعتراف للحبيب، لوعة القرب والبعد بين الطرفين، خيانة وغدر الحبيب نجحت في إعطاء مجموعة دروس بالحب.

الأطلال

يا فؤادي لا تسل أين الهوى .. كان صرحاً من خيالٍ فهوى ..اسقني واشرب على أطلاله .. واروِ عني طالما الدمع روى “، هذه كلمات الشاعر إبراهيم ناجى والتى غنتها أم كلثوم، ويحكى أن سبب كتابة القصيدة هو أن الشاعر كان عاش قصة حب قديمة، لكنه أفترق عن حبيبته بسبب دراسته وفى يوم من الأيام، جاء رجل له يرجوه ليذهب إلى المنزل لولادة زوجته، ليتفاجأ بأنها في حبيبته القديمة.

أغداً ألقاك

أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ ..يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد.. آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا ..كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا “هذه الكلمات قصيدة “أغداً ألقاك”، للشاعر السودانى الهادى ادم، ووراء هذه القصيدة العديد من الروايات منها أن الهادي كان يدرس بجامعة القاهرة وعاش في قصة حب مع فتاة مصرية، وتقدم للزواج منها بعد التخرج، لكن حدث رفض من والدها، وعاد لبلده حزيناً على فشل قصة حبه، لكنه فوجئ بعد ذلك من بجواب من حبيبته تخبره فيه بأن والدها وافق على الزواج.

حيرت قلبى معاك

بدي اشكيلك من نار حبي، بدى احكيلك على اللي في قلبي وأقولك على اللي سهرني وأقولك على اللي بكاني وأصور لك ضنى روحي وعزة نفسي منعاني، للشاعر أحمد رامى، ويحكى أن سبب كتابتها يعود إلى أنه أراد أن يعبر عن عشقه لسوما، والذى كتمه لسنوات طويلة، حتى يحكي البعض أن سبب كتابة “بدى اشكيلك من نار حبى”، هى إنها في الأصل كانت كلمة “عايزة “، ولكن طلبت كوكب الشرق من رامى تغييرها إلى “بدي”، مبررة ذلك بقولها “: “عندنا فى البلد عيب إن ست محترمة تقول عايزة”.

تزوجت كوكب الشرق من الدكتور حسن السيد الحفناوي في عام 1954 واستمر الزواج حتى وفاتها، في عام 1971 بدأت صحتها تسوء أثناء البروفة على أغنية “أوقاتي بتحلو معاك وحياتي بتكمل برضاك” كانت الحالة متأخرة.

رحلت عن عالمنا 3 فبراير 1975م بسبب قصور القلب عن عمر يناهز 76 عامًا وشُيعت جنازتها من مسجد عمر مكرم وكانت جنازةً مهيبة ومن أكبر الجنازات في العالم إذ وصل عدد المشيعين 4 ملايين.

أعلنت إذاعة الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب عن وفاتها، ظهر يوسف السباعي بينما وقف سيد مرعي رئيس مجلس الشعب دقيقة حداداً.

وكتبت صحيفة الأورو الفرنسية أنها مثّلت للعرب ما مثّلته اديث بياف للفرنسيين، وكتبت صحيفة التايمز تكتب أنها من رموز الوجدان العربي الخالدة و صحيفة زود دويتش تسايتونج الألمانية كتبت أن مشاعر العرب اهتزت من المحيط إلى الخليج.