أهمية ومكانة الأم في الإسلام
كتب فضيلة الشيخ محمد رمضان الأزهري
من علماء الأزهر الشريف
إن الإسلام أعطى للأم مكانة عالية في الإسلام
ولقد حفلت نصوص عديدة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بفضل الأم ومنزلتها في المجتمع واهتمت بها أيما إهتمام ، لأن الأم هي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود ، قال تعالى (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا )) الإسراء ٢٣-٢٤
ولأهمية ومكانة الأم في الإسلام كرر الإسلام الوصية بالأم ثلاثاً لفضلها ومكانتها ولتحملها متاعب ومشاق الحمل والرضاعة والتربية، فقد ذهب رجل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : (( أمك )) قال : ثم من ؟ قال : (( أمك )) قال : ثم من ؟ قال : (( أمك )) قال : ثم من ؟ قال : (( أبوك )) حديث متفق عليه عند البخاري ومسلم
يقول أبن بطال – رحمة إليه – في هذا الحديث دليل على أن محبة الأم والشفقة عليها ينبغي أن تكون ثلاث محبة الأب
لأنه عليه السلام كرر الأم ثلاث مرات وذكر الأب في المرة الرابعة فقط، وإذا تأملنا هذا المعنى شهد له العيان وذلك أن صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة في الرضاع والتربية تنفرد بها الأم بل وتشقى بها دون الأب فهذه ثلاث منازل يخلو منها الأب
فالأم كلها حسنات وطاعات بجميع مراحل عمرها منذ ولادتها وحتى وفاتها وهذه رسالة لمن يتضجر أو يتشاءم من إنجاب البنات !!!!!
وما أجمل قول الإمام الشافعي رحمة الله : ( البنون نعم ، والبنات حسنات ، والله عزوجل يحاسب على النعم ويجازي على الحسنات )
لذلك كانوا يقدمون التهنئة لمن رُزق ببنتٍ ، فقد كتب أحد الأدباء رسالة إلى صديق له يهنئه بالبنت يقول له (( أهلاً وسهلاً بعقيلة النساء ، وأم الأبناء ، وجالبة الأصهار ، والأولاد الأطهار ، والمبشرة بإخوة يتنافسون ، ونجباء يتلاحقون ))
ولقد لخص أحدهم فضل الأم ومكانتها في جميع مراحل عمرها بقوله : ما رأيت كالأنثى فضلاً .. تُدخلُ أباها الجنة طفلةً .. وتُكملُ نصف دين زوجها شابةً .. والجنة تحت قدميها أماً .. !!!
ولمكانة الأم وفضلها جعل الإسلام برها جهاداً في سبيل الله وطريقًا إلى الجنة ، فقد جاء رجل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (( هل لك من أم ؟ )) قال : نعم قال الرسول : (( الزمها فإن الجنة عند رجليها )) وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت : من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان )) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كذلكم البر كذلكم البر )) صححه الحاكم .. وكان حارثه أبر الناس بأمه
وقد كانت بعض الشرائع تهمل قرابة الأم ، ولا تجعل لها اعتباراً فجاء الإسلام يوصي بالأخوال والخالات مغفرة للذنوب ، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أذنبت فهل لي من توبة؟ فقال : (( هل لك من أم ؟ )) قال : لا ، قال : (( فهل لك من خالة )) قال : نعم ، قال : (( فبرها )) .. رواه الترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم.