في ذكرى وفاته.. الجنرال “إياد فتيح الراوي” أحد أبرز قادة الجيش العراقي في حروبه الكبرى

كتبت / دنيا أحمد

في مثل هذا اليوم، 18 مايو من عام 2018، رحل الفريق أول الركن إياد فتيح خليفة الراوي، أحد أبرز القادة العسكريين في الجيش العراقي، وقائد الحرس الجمهوري الأسبق، عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد إصابته بجلطة دماغية في مستشفى اليرموك التعليمي غرب بغداد.

ولد الراوي عام 1942 في بلدة راوة بمحافظة الأنبار، وبدأ مسيرته العسكرية كضابط في الوحدات المدرعة، حيث شارك في حروب 1967 و1973، وسجّل حضورًا بارزًا في الحرب العراقية الإيرانية، التي أصيب خلالها بجروح خطيرة في رأسه أثناء قيادته لهجوم مضاد، وتقلد خلالها 27 وسامًا وأنواط شجاعة تقديرًا لبطولاته.

برز الراوي كأحد أشد القادة ولاءً للرئيس الراحل صدام حسين، ولعب دورًا قياديًا في معركة تحرير الفاو عام 1988 ضمن قوات الحرس الجمهوري، كما شارك في عمليات كبرى لتحرير مناطق مثل الشلامجة وجزر مجنون وزرباطية وخانقين. واعتبره الفريق رعد الحمداني أحد القادة القلائل من “الدرجة الأولى” في الجيش العراقي.

في مرحلة لاحقة، تولّى الراوي مهام محافظ بغداد والتأميم (كركوك)، ثم عُيّن رئيسًا لأركان جيش القدس، وهو تشكيل شبه عسكري أعلن عنه في عام 2001 لنصرة القضية الفلسطينية، لكن لم يكن له دور فعلي على الأرض، واعتُبر مبادرة دعائية.

أدرج الراوي ضمن قائمة أبرز 55 مطلوبًا من قادة النظام العراقي السابق بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، واحتل الرقم 30 على القائمة، وظهر وجهه على ورقة “السبعة السباتي” ضمن بطاقات المطلوبين. أُلقي القبض عليه في يونيو 2003، وصدر بحقه حكم السجن المؤبد عام 2008 لدوره في قمع انتفاضة 1991.

ويبقى اسم إياد فتيح الراوي محفورًا في سجلّ قادة الجيش العراقي، إذ يجمع بين الخبرة العسكرية والانخراط السياسي في مرحلة شديدة الحساسية من تاريخ العراق المعاصر.