سياسةمقالات

استراتيجية نقابة الإعلاميين .. خطوة جريئة نحو مواجهة فوضى السوشيال ميديا

استراتيجية نقابة الإعلاميين .. خطوة جريئة نحو مواجهة فوضى السوشيال ميديا

استراتيجية نقابة الإعلاميين .. خطوة جريئة نحو مواجهة فوضى السوشيال ميديا
الإعلامي أيمن عدلي

بقلم: أيمن عدلي

لا شك أن الإعلام في عصرنا الحالي يواجه تحديات غير مسبوقة، وعلى رأسها فوضى السوشيال ميديا التي أصبحت ساحة خصبة لنشر الشائعات والمعلومات المضللة ،وفي ظل هذا الواقع المعقد جاء إطلاق نقابة الإعلاميين برئاسة الدكتور طارق سعده نقيب الإعلاميين لاستراتيجيتها الشاملة للسيطرة على فوضى السوشيال ميديا كخطوة شجاعة ورائدة تستحق الإشادة.

ثلاثة محاور.. رؤية متكاملة لمواجهة الشائعات

تمثل الاستراتيجية الجديدة رؤية شاملة تهدف إلى إعادة الانضباط إلى الفضاء الرقمي وحماية الأمن الاجتماعي ،وتتمحور هذه الاستراتيجية حول ثلاثة محاور رئيسية:

اولاً: إنشاء مركز مكافحة الشائعات :خطوة عملية وضرورية لمواجهة الشائعات التي تعمل على تضليل الجمهور وتحفيز المشاعر السلبية مما يهدد الاستقرار المجتمعي ، وسيتولى هذا المركز رصد الشائعات وتحليلها والرد عليها بشكل علمي ومدروس.

ثانياً مكافحة المنشورات “الدوارة”: تلك المنشورات التي يتم تداولها مرارًا لتضليل الرأي العام ،هذه الخطوة تعكس إدراك النقابة لتقنيات التضليل الإعلامي الحديثة وكيفية مواجهتها بطرق فعّالة.

ثالثاً التواصل مع المؤثرين الهادفين: عقد جلسات دورية مع صناع المحتوى الإيجابي على السوشيال ميديا لتعزيز الشراكة بين النقابة والمجتمع الرقمي بهدف توجيه الرسائل الإعلامية بما يخدم الصالح العام.

الشائعات.. خطر يهدد الأمن الاجتماعي

إن الشائعات ليست مجرد أخبار زائفة تنتشر بشكل عشوائي، بل هي أدوات متعمدة تهدف إلى خداع الرأي العام وتأجيج الصراعات وإثارة الفتن، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم العام ،ولذا فإن هذه الاستراتيجية تأتي في توقيت حرج لتعيد للإعلام دوره في التصدي لمثل هذه الظواهر الخطيرة.

ثمار الاستراتيجية المنتظرة

من المتوقع أن تثمر هذه الاستراتيجية عن نتائج إيجابية ملموسة على عدة مستويات ، حيث ستسهم في رفع درجات الوعي لدى المواطنين، وتزويد الإعلام التقليدي بالأخبار الصادقة والمدققة مما يعزز ثقة الجمهور في وسائل الإعلام ،كما ستعمل النقابة على خلق قنوات اتصال مباشرة بين معدي الأخبار ورؤساء التحرير ومركز مكافحة الشائعات، لضمان تقديم محتوى إعلامي موثوق يخدم المجتمع.

دور الإعلام في بناء الوعي

بصفتي رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، أرى أن هذه الاستراتيجية تمثل نموذجًا حقيقيًا لدور الإعلام في بناء الوعي وتعزيز الأمن المجتمعي ،فالإعلاميون اليوم ليسوا فقط ناقلين للأخبار، بل هم شركاء في حماية الاستقرار وبناء مجتمعات قادرة على مواجهة التحديات.

رسالة الأمل والمسؤولية

ختامًا، يمثل إطلاق هذه الاستراتيجية رسالة أمل بأننا قادرون على مواجهة فوضى السوشيال ميديا بأدوات واعية ومنهجية، ورسالة مسؤولية لكل إعلامي بأن يكون جزءًا من هذه الجهود ، حيث ان نقابة الإعلاميين تضع اليوم أساسًا قويًا لمستقبل إعلامي أكثر مهنية ومصداقية، ومستقبلنا جميعًا يعتمد على الالتزام بهذه الرؤية والعمل من أجل تحقيقها.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى