الإعلامية القديرة سوزان حامد في حوار خاص لـ” عالم النجوم ” عن مشوارها الإعلامي
حوار : أحمد الدخاخني
تنفرد ” عالم النجوم” في حوار خاص مع الإعلامية القديرة سوزان حامد, التي خاضت مشوار طويل نحو العمل في مجال الإعلام والالتحاق بالإذاعة وتعمل كمذيعة نشر الأخبار على راديو مصر, وقدمت العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية مثل برنامج ” أسرع حوار في العالم ” عبر إذاعة الشرق الأوسط , وبرنامج ” عالم الشهرة” على القناة الثالثة في فترة الثمانينات, بجانب برنامج السهرة تحلى, وقعدة ستات, وكان نجاحها مفتاحاً للوصول إلى منصب رئيس قطاع القنوات الإقليمية, ثم تفرغت لممارسة العمل البرامجي والإبداعي
وفي حوار خاص نلتقي بالإعلامية القديرة سوزان حامد للحديث عن مشوارها الإعلامي, كما يلي
في البداية كيف بدأتي مشوارك الإعلامي والإذاعي ؟
البداية كانت في إذاعة الشرق الأوسط وكان هناك إختبار للمذيعين وكنا أول 6 وكنت واحدة منهم وكان هناك مجموعة كبيرة مثل أ. إنتصار شلبي وعمرو عبد الحميد وعادل المصري وهالة أبو علم وهند لطفي وعبير مشهدي, واستمريت لمدة سنتين في إذاعة الشرق الأوسط كان هناك نجاح لو استمريت فيها عشر سنوات لحققته, حيث في خلال سنتين قدمت برنامج يومي اسمه ” أسرع حوار في العالم ” وقدمت برامج سهرة وبرامج مع الفنانين ونشرات إخبارية وتعليقات سياسية لأني في المقام الأول مذيعة أخبار وتعليقات سياسية, وفي سنة 1985 تم الإعلان عن إنشاء قناة إقليمية جديدة تغطي محافظات القاهرة الكبرى وهي القاهرة والجيزة والقليوبية وتم إختباري من قبل أ. أحمد سمير و أ. محمود سلطان والحمد لله نجحت في الإختبار, وكان الافتتاح يوم 6 أكتوبر 1985 وكنت أول وجه يظهر على شاشة القناة الثالثة والذي كتب كلمة الافتتاح الكاتب الكبير يوسف إدريس, رحمه الله, وكان هناك كوكبة كبيرة في استوديو 7 تليفزيون منتظرين ميلاد قناة جديدة وكلها شباب وكان الذي يرأس القناة أ. محمد رجائي وكان مدير البرامج أ. مدحت زكي والذي كان له فضل كبير علي بعد ربنا سبحانه وتعالى, ولا أنسى من كان له الفضل علي في الإذاعة كان أ. أحمد رضوان وأ. سناء منصور التي أعطت لي الفرصة وصنعت مني مذيعة منوعات, وكان من المواقف للأستاذة سناء قل أن نتطرق للتليفزيون كانت تقدم برنامج ” أيوة لأ” وكانت في سفر لمهرجان كان واختارتني لتقديم البرنامج الذي كنت أقدمه معها خلال الأسبوعين وهذه ثقة قلما تجدها في قيادة أو مذيعة كبيرة تثق في المذيع الصغير الذي معها وتعطي له الفرصة فكانت من الناس التي لن أنساها, ورحلتي في التليفزيون بدأت مع الأخبار مع أ. صلاح الدين مصطفى وقدمتها على شاشة القناة الثالثة وكنت المذيعة الوحيدة في هذه القناة التي تقدم أخبار وكل المذيعين رجال وكان هناك نقل المذيعين للقناة الأولى وكنت أتسائل لماذا الكل ينتقل وأنا لا أنتقل رغم أني الحمد لله كفاءة, لكن ربنا كتب لي الخير في البقاء في هذه القناة حتى يتحول إلى قطاع ومن مدير عام لرئيس قناة ورئيس قطاع إقليمي يمكن كنت آخر رئيس قطاع إقليمي يرأس القناة.
هل هناك تحديات واجهتيها في مشوارك الإعلامي؟
كانت التحديات بالنسبة لي في الإذاعة وليست التليفزيون, حيث أننا بدأنا بقناة جديدة وكل من فيها جديد ويعلم أن القناة هي بيته, إنما إذاعة الشرق الأوسط كنا 6 مذيعين جداد قابلين نجوم كبار منهم إيناس جوهر وسناء منصور وناس لهم باع طويل في مجال المنوعات وإذاعة الشرق الأوسط والتي كانت مفضلة لي, فكان هناك بعض الحروب التي قابلها لكن شابة صغيرة وكان لابد من المحاولة والوصول ولدي طموح, وكنت أمارس التمثيل قبل دخولي مبنى التليفزيون وكان لدي بعض الأعمال البسيطة منها مسلسل ” الزوجة أول من يعلم” مع الفنان حسين فهمي والفنانة ميرفت أمين, وفيلم ” دليل الاتهام ” مع كرم مطاوع وشيرين ومحمود المليجي, رحمه الله, فكانوا يرى أني أمثل ولا يجوز لي تقديم الأخبار, لكني حاولت وجاهدت ووقفت بجانبي أ. سناء منصور وأ. أحمد رضوان الذي دربني على قراءة نشرات الأخبار, ومن ضمن التحديات التي واجهتها في مبنى التليفزيون المصري هو إصدار قرار بعد ثورة 25 يناير بعدم الجمع بين العمل الإداري والعمل البرامجي, وحاربت من أجل إلغاء هذا القرار ونجحت في هذا لأن تقديم البرنامج يحقق لي متعة شخصية أشعر فيها أني مبدعة والذي وصلني للإدارة هو نجاحي كمذيعة, فلماذا أقتل نقطة نجاحي كمذيعة من أجل أصبح مديرة فقط لا غير ومحكومة بالروتين واللوائح والبيروقراطية الموجودة في الإدارة.
كيف تستعدين لقراءة نشرات الأخبار ؟
الاستعداد لقراءة نشرة الأخبار عن طريق تصفح كل الأخبار التي وردت سواء في اليوم الذي قبله أو في نفس اليوم, وأحاول استماع الأخبار الغريبة من بلاد أو أشخاص, وحالياً أقوم بتقديم نشرات الأخبار على راديو مصر وأحاول سماع النشرة وأدخل على المواقع الأخبارية وأقرأها لكي أكون ملمة بأحدث الأخبار, وأقول الدعاء قبل قراءة النشرة مع تنظيم النفس ومنع الطعام قبل النشر وأشرب يانسون وأخذ لبان حتى لا يكون اللعاب زيادة فيُحدث صوتاً أثناء القراءة بجانب التلوين في الأداء لأنه مهم جداً.
أثناء تقديم برنامج ” نجم ومشوار ” من هو أكثر النجوم الذي تأثرتي به في الحوار معه ؟
كان إسم البرنامج في أول الأمر ” عالم الشهرة” وله قصة معي من خلال أ. مدحت زكي, رحمه الله, حين تم نقل المذيعة نهلة عبد العزيز للقناة الأولى والتي كانت تقدم البرنامج, فكان أ. مدحت عمل إجتماع عن توزيع البرامج, وكنت جالسة ومستبعدة تماماً أن أكون مذيعة منوعات لأني مذيعة أخبار, ففوجئت أنه اختارني لتقديم برنامج ” عالم الشهرة” وكان أ. مدحت له رؤية ممتازة, والبرنامج مع كل نجوم مصر ولم يطلبوا أي أموال من أجل الظهور في التليفزيون المصري, ومن الحلقات التي تأثرت بها هي حلقة مع المذيعة ليلى رستم وهي مذيعة مثقفة جداَ, حيث اشترطت لمعدة البرنامج سهير جوده مقابلة مذيعة البرنامج وتجلس معها لترى كيف تتكلم ومدى ثقافتها, فكانت بالنسبة لي إختبار شديد وربما لم أنم في هذه الليلة, وذهبت في اليوم التالي وتحدثت معها والحمد لله وافقت على الحوار وكانت من أنجح الحلقات والتي أتذكر أن الدكتورة هالة سرحان كانت تكتب في مجلة ” كل الناس” وكتبت عن هذا الحوار أنه ممتع وشيق وممتاز, وبالنسبة للفنانين كانت الحلقات المؤثرة هي الفنانة سناء جميل بكت أمامي, والفنان محمود يس والفنانة نادية لطفي ونجلاء فتحي وحسين فهمي ودلال عبد العزيز وبوسي ونور الشريف, فكان لي نصيب الأسد في برنامج عالم الشهرة, ومن الفنانين أيضاً التي بكت بشدة وتأثرت بها هي الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا لأنها كانت تشتكي من مكتب زوج صديقتها المحامي لأنها لم تجد شقة لتسكنها بعد طردها من فيلتها, وهناك برنامج بعد ذلك اسمه ” السهرة تحلى” استفضفت فيها مجموعة من الفنانين منهم معالي زايد وأسامة عباس وعمر الحريري وحسن يوسف, وكان يتم إستقبال الفنان ببوكيه ورد على حسابي وأقوم بارتداء لبس سواريه, وأريد أن أقول نقطة مهمة بالنسبة للمذيع وهو حين يعطي فرصة للضيف ليتكلم ويحكي ولا يقاطعه فهذه ميزة للمذيع, فمعظم اللقاءات مع النجوم كان هناك إصرار من أي نجم على إختيار مذيعة معينة للتسجيل وكنت أتساءل بأن هناك مذيعات أخريات ولماذا أنا؟ لأن المذيعة تعطي فرصة للفنان يحكي.
ما هو البرنامج الذي تعتزي بتقديمه ؟
مجموعة البرامج التي قدمتها كثيرة وبعتز بهم كلهم ” بعتبرهم أولادي” وعلى مستوى البرامج السياسية منها برنامج” القاهرة ع الهوا” والإخبارية, وبرنامج ” 60 دقيقة خدمات” ونجم ومشوار, والسهرة تحلى, وبرنامج “ليالي” الذي كنا نلتقي به بالنجوم في مهرجان القاهرة السينمائي ونرتدي أفخم الثياب لمقابلتهم, وأكثر البرامج التي أعتز بهم في الفترة الأخيرة كانوا برنامجين منهما ” خاص جداً” والذي أتت له إعلانات كثيرة, وبرنامج “قعدة ستات” حيث حاولت الخروج من إطار البرامج السياسية والمنوعات والفنانين وتقديم برامج إجتماعية وأعجبت بهذه التجربة لأني كنت أستضيف كوكبة متميزة من أساتذة علم النفس والاجتماع ونحاول نطٌلع على خبايا النفس البشرية من خلال البرنامج ونقوم بعرض أفكار جميلة كالغربة والسفر والأماكن ومشاكل المرأة, ولا أنسى برامج الصوت لأنها كانت سمة مميزة في مشواري الإعلامي, والإعلامية إيناس جوهر عرفتني على الإعلانات ثم أصبح لي إسم في سوق الإعلانات حتى قامت ثورة 2011 اختفت الإعلانات وأصبح السوق في ركود تام, وكنت أعمل برامج كثيرة مثل “همسات” وهو شعر في آخر الإرسال وحاز على إعجاب الكثيرين, وبرنامج ” حلوة يا بلدي” بصوتي وأقدم فيه مختلف المحافظات المصرية والأماكن الأثرية والتاريخية وأيضاَ برنامج ” نافذة على العالم”, ومسألة أن يكون هناك تعليق صوتي في التليفزيون المصري مهم جداً.
ما هي الصفات التي تعلمتيها من والدك الذي كان ضابط طيار ؟
والدي رحمه الله كان سابق عصره وكان يتعامل ليس كرجل عسكري إنما يتعامل بعقلية متحررة, ولا أنسى أنه كان يقرأ ويراجع معي نصوص المسرحية التي كنت أقدمها في كلية الإعلام بجامعة القاهرة, وكنت حصلت على مركز ممثلة أولى على مستوى الجامعة ورشُحت لمنتخب الجامعات, فكان والدي يوافق على ممارسة هوايتي لكن بعد انتهاء دراستي بالكلية, والفعل درست في معهد الموسيقى العربية قسم أصوات وكان لي أثر كبير وغنيت في بعض الإعلانات وفي وسط العائلة يمكن الغناء ويسمعونني, وقدمت مسرحية ” سكة سفر” على مسرح الطليعة وكان والدي يسمح لي ببمارسة هوايتي مادام انتهيت من الدراسة فاكتسبت منه صفات جميلة وهي الحرية مع مراقبة تصرفات الإبن أو البنت.
هل هناك برنامج قادم جديد سوف تقدمينه ؟
انتهيت من رحلتي في التليفزيون المصري وتخلصت من عبئ الإدارة وهمومها وثقل الكرسي وعدت للعمل الإبداعي وهو نشرة الأخبار على راديو مصر كل أربعاء, وبالنسبة للبرامج فهناك قناة على السوشيال ميديا CMN أقدم فيها برنامج “رؤى وأحلام” عن تفسير الأحلام عن طريق الباحث الإسلامي الدكتور محمد مصطفى العقاد, وإن شاء الله هناك فكرة لبرنامج جديد سوف أعلن عنه قريباً وأتمنى التوفيق, والإعلامي ليس له سن معين بل يبدع مادام قادراً على العطاء وليس موظفاً يجلس على مكتبه حتى تمضي مدته, بجانب الاستفادة من خبراته, حيث حصلت على دورة من إتحاد الإذاعات الأوروبية ولا يمك لأي أحد أن يحصل عليها, وهذا يضيف لتاريخنا ولطلبة كلية الإعلام والمحب أن يكون مذيعاً, ولا بد أن تضع الأمور على نصابها الصحيح والحصول على دورات تدريبية لتكون مخارج الألفاظ سليمة ولغة الجسد والثقافة ويقدم الرسالة الإعلامية ويحترم الجمهور حتى يحترمه الجمهور.