عاجلعالم الفن

قصة فصل إستيفان روستي من المدرسة وزواج والدته… في ذكرى رحيله

قصة فصل إستيفان روستي من المدرسة وزواج والدته… في ذكرى رحيله

قصة فصل إستيفان روستي من المدرسة وزواج والدته... في ذكرى رحيله
إستيفان روستي

كتبت/ مادونا عادل عدلي

كان الفنان الراجل استيفان روستي يمتلك سر هذه الخلطة وأبدع فى تقديمها للمشاهد، الذى لا يمكن أن ينسى تعبيرات وجهه، وتقمصه لأدوار الشر بشكل مختلف تماماً عن أى شرير فى السينما، فهو مدرسة خاصة فى السينما المصرية

ظهرت موهبة الفنان استيفان روستي وهو لا يزال تلميذاً بالمدرسة الثانوية، حيث كان عاشقاً للتمثيل وعلى الرغم من تحذير المدرسة له من الاستمرار في عمله ممثلاً، إلا أنه رفض الابتعاد عن التمثيل حتى انتهى الأمر إلى فصله من المدرسة.

وبعد فصله من المدرسة التحق بالعمل في مصلحة البريد “بوسطجي” ، وعقب استلامه لعمله بحوالي ثمانية أيام جاء إلى المصلحة تقرير من المدرسة الثانوية يفيد بأن “روستي” يعمل ممثلاً، ونظراً لاعتبار التمثيل في ذلك الوقت من الأمور المعيبة بين الناس فما كان من مصلحة البريد إلا أن طردته، فقرر السفر إلى إيطاليا بحثاً عن عمل يمكنه من تغطية نفقاته هو ووالدته، حيث عمل لفترة بائع للتين الشوكي، قبل أن يعمل كمترجم، وهو ما أتاح له أن يلتقي بكبار النجوم حيث كان يتردد على المسرح الإيطالي، واستطاع ممارسة التمثيل عملياً من خلال العمل ممثل ومساعد في الإخراج ومستشار فني لشؤون وعادات وتقاليد الشرق العربي للشركات السينمائية الإيطالية التي تنتج أفلاماً عن الشرق والمغرب العربي.

ومن إيطاليا سافر “استيفان” إلى فرنسا، وواصل العمل في السينما، ثم انتقل إلى فيينا ليشارك في إحدى الروايات المسرحية.

التقى بالمخرج محمد كريم فى أوروبا والذى أقنعه بالعودة لمصر والعمل فى مجال الفن، وعندما عاد إلى مصر عام 1924م، تزوجت والدته من رجل إيطالي، فبدأت متاعب استيفان وقرر أن يهجر البيت حتى التقي عزيز عيد الذي أعجب بطلاقته في اللغة الفرنسية والإيطالية وقدمه في فرقته.

انضم الفنان “استيفان روستي” بعد ذلك إلى العديد من الفرق المسرحية حيث عمل مع فرقة نجيب الريحاني التي قدم من خلالها دور حاج بابا في رواية العشرة الطيبة بكازينو دى بارى الذي تحول فيما بعد إلى استديو مصر، ثم عمل في فرقة يوسف وهبي حيث قام بتعريب العديد من الروايات التي حققت نجاحاً كبيراً في ذلك الوقت.

ولم تتوقف موهبة استيفان روستي عند حد التمثيل فقط بل امتدت مواهبه الفنية لتشمل الإخراج والتأليف، حيث قام بإخراج أول أفلامه في مصر عام 1927م بعد أن جاءت المنتجة عزيزة أمير إلى مصر، والتي انبهرت بثقافته السينمائية وأسندت إليه مهمة إخراج فيلم ليلى لما يتمتع به من تجربة في ميدان السينما خارج مصر.

ولجأت عزيزة أمير إلى استيفان روستى لما يتمتع به من تجربة فى ميدان السينما خارج مصر وعهدت له بإخراج نفس الفيلم مرة أخرى، واستعانت بالصحفى أحمد جلال ليكتب القصة من جديد وكان الاسم الجديد للفيلم هو “ليلى”، وقام استيفان بإخراج الفيلم وتم الانتهاء منه بنجاح وعرض بسينما متروبول فى 16 نوفمبر عام 1927 فى حفل حضره طلعت بك حرب وأمير الشعراء أحمد شوقى وحشد كبير من الفنانين والصحفيين ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا ليكون أول فيلم روائى مصرى مائة بالمائة فى إنتاجه وتأليفه وإخراجه وتمثيله.

كما أن هناك العديد من الأفلام الأخرى التي قام بإخراجها ومنها: عنتر أفندي، الورشة، ابن البلد، أحلاهم، جمال ودلال، كما شارك في تأليف وتمثيل فيلم “قاطع طريق” مع زكى صالح عام 1958م للفنانة هدى سلطان والفنان رشدي أباظة، ومن الأفلام الأخرى التي قام بتأليفها: لن أعترف، ابن ذوات، البحر بيضحك، وصاحب السعادة كشكش بيه.

قدم الفنان الراحل استيفان روستى طوال مشواره الفني الذي امتد إلى 40 عاماً حوالي 380 فيلماً سينمائياً من تمثيل وإخراج وتأليف، استطاع من خلاله أن يقدم أداء تمثيلياً متميزاً حيث برز في أدوار الشر الجميل الممزوج بالكوميديا وشخصيات “النذل – الانتهازي – المنافق”، وهي البصمة الخاصة التي ظل يتفرد بها على شاشة السينما، ومن أبرز أعماله السينمائية: سى عمر، شهداء الغرام، أصحاب السعادة، قلبي دليلي، بلبل أفندي، عفريتة هانم، غزل البنات، عنبر، شاطئ الغرام، آخر كدبة، المليونير، حسن ومرقص وكوهين، الستات مايعرفوش يكذبوا، كدبه أبريل، حلاق السيدات، ملك البترول، صراع الجبابرة.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى