الكحل الأسود للبشرة الجافة: حقيقة أم خرافة

كتبت / دنيا أحمد 

يُعد الكحل الأسود، أو ما يُعرف في بعض الثقافات بـ”الإثمد”، من أقدم مستحضرات التجميل المستخدمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعلى مر العصور، لم يقتصر استخدامه على تجميل العينين فحسب، بل نُسبت إليه العديد من الفوائد الصحية، منها ما يرتبط بالبشرة، خاصة البشرة الجافة. لكن، ما مدى صحة هذه الادعاءات؟ وهل للكحل الأسود فعلاً فوائد للبشرة الجافة؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.

ما هو الكحل الأسود؟

الكحل الأسود التقليدي يُصنع غالبًا من حجر الإثمد، وهو معدن طبيعي يُطحن ليُستخدم في تجميل العيون. تختلف مكونات الكحل الحديث بحسب الجهة المصنعة، إذ قد تحتوي بعض الأنواع على إضافات كيميائية أو معادن ثقيلة، وهو ما يثير قلق البعض بشأن سلامته.

الادعاءات الشائعة حول فوائده للبشرة الجافة

يرى البعض أن الكحل الأسود يمكن أن يساعد على ترطيب الجلد حول العينين أو يخفف من تهيج البشرة الجافة، مستندين إلى موروثات شعبية وتجارب فردية.

تشمل هذه الادعاءات:

 1. ترطيب منطقة تحت العين: 

يُعتقد أن طبيعة الكحل الدهنية تساعد على ترطيب الجلد الجاف.

 2. حماية من أشعة الشمس والغبار:

يُقال إن الكحل يشكّل طبقة واقية تحمي البشرة الرقيقة حول العينين.

 3. علاج التهابات الجلد الطفيفة:

في بعض الطب الشعبي، يُستخدم الكحل كمهدئ للتهيجات الجلدية.

الحقيقة العلمية

حتى الآن، لا توجد دراسات علمية موثوقة تثبت أن الكحل الأسود له فوائد مباشرة على البشرة الجافة. بل إن استخدام بعض أنواع الكحل، خصوصًا تلك التي تحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص، قد يتسبب في تهيج البشرة أو التهابات العين.

 • مشكلة التلوث المعدني:

بعض الكحل التقليدي قد يحتوي على نسب عالية من الرصاص، ما يجعله ضارًا لا مفيدًا، خاصة للبشرة الحساسة والجافة.

 • عدم وجود عناصر مرطبة حقيقية:

الكحل لا يحتوي على مكونات فعالة لترطيب الجلد مثل الجلسرين أو حمض الهيالورونيك.

خلاصة القول: خرافة أم حقيقة؟

الاعتقاد بأن الكحل الأسود يعالج البشرة الجافة هو أقرب إلى الخرافة منه إلى الحقيقة العلمية. لا يوجد دليل موثوق يدعم أن له أي فائدة ملموسة في ترطيب البشرة أو علاج الجفاف، بل إن استخدام أنواع غير نقية أو ملوثة منه قد يؤدي إلى مشاكل صحية.

نصيحة للمهتمين بجمال العيون والبشرة الجافة

إذا كنتِ تعانين من جفاف الجلد حول العينين، من الأفضل استخدام كريمات مرطبة مخصصة تحتوي على مكونات معروفة بفعاليتها وآمنة للاستخدام في هذه المنطقة الحساسة. أما الكحل الأسود، فاستخدامه يجب أن يقتصر على التجميل، مع الحرص على شراء أنواع نقية وآمنة.