في ذكرى ميلاده.. عمر سليمان رجل الظل ونائب الرئيس في لحظة الحسم

كتبت / نهى مرسي
تحل اليوم ذكرى ميلاد اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، وأحد أبرز رجال الدولة الذين لعبوا أدوارًا حاسمة في تاريخ مصر الحديث. وُلد سليمان في مثل هذا اليوم 2 يوليو عام 1936، بمدينة قفط بمحافظة قنا في صعيد مصر، حيث نشأ وسط بيئة صعيدية محافظة، انعكست على شخصيته التي اتسمت بالصرامة والهدوء والالتزام.
صعود حافل في المؤسسة العسكرية
التحق عمر سليمان بالكلية الحربية عام 1954، وتدرج في المناصب العسكرية حتى حصل على بعثات تدريبية هامة في الاتحاد السوفيتي آنذاك، كما حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية والعسكرية. شارك في حرب اليمن، وحرب 1967، ثم حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، والتي كانت محطة فارقة في تشكيل رؤيته حول الأمن القومي المصري.
في عام 1991 تولى رئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية، ليصبح العقل المدبر وصاحب الدور المؤثر في العديد من القضايا الإقليمية المعقدة، خاصة ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، حيث كان حلقة الوصل الرئيسية بين الفصائل الفلسطينية والقوى الدولية.
عرف عمر سليمان بتعامله مع الملفات الحساسة بسرية بالغة ودهاء سياسي، مما أكسبه لقب “رجل الظل”، إذ ظل بعيدًا عن الأضواء طيلة فترة عمله، حتى أصبح واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في إدارة شؤون الدولة داخليًا وخارجيًا.

الدور الحاسم خلال الثورة
في 29 يناير 2011، عُيّن عمر سليمان نائبًا لرئيس الجمهورية الراحل محمد حسني مبارك، في محاولة لاحتواء الأوضاع الملتهبة خلال ثورة 25 يناير. وخلال هذه الأيام المصيرية، ظهر سليمان في عدد من الخطابات المتلفزة، كان أهمها البيان الذي أعلن فيه عن تنحي الرئيس مبارك عن الحكم، وهو المشهد الذي بقي خالدًا في ذاكرة المصريين.
ورغم قصر مدة توليه المنصب كنائب للرئيس، إلا أن دوره خلال تلك اللحظات الحاسمة جعله أحد أبرز وجوه المرحلة الانتقالية.
نهاية مثيرة للجدل
بعد سقوط النظام، غاب عمر سليمان عن المشهد السياسي لفترة قبل أن يترشح للانتخابات الرئاسية في 2012، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات استبعدته من السباق الرئاسي لأسباب قانونية تتعلق بعدم استيفاء شروط الترشح. وفي 19 يوليو 2012، توفي عمر سليمان في مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، إثر مرض مفاجئ، وسط تكهنات وشائعات دارت حول ظروف وفاته.

ترك عمر سليمان إرثًا معقدًا بين من يراه رجل دولة قوي خدم مصر بكل إخلاص، ومن يعتبره أحد وجوه النظام الذي قامت الثورة ضده.






