الجسر الخفي بين ماضي غائب ومستقبل غامض
بقلم / دعاء نوير
تعاني الكثير من الأسر من صعوبة في كيفية التواصل بينهم وبين أولادهم وذلك لفارق السن والخبرة وخاصة إذا كانوا في مرحلة المراهقة حيث يلاقوا الكثير من الصعوبات في الوصول إلى لغة حوار مشتركة بينهم وبين أبنائهم حيث يعلن الطرف الآخر دائما من جيل آخر لا يلقي بالاً لما يلقنه الأباء من مباديء وحديث عن التقاليد و الأعراف، بينما يصر الأبناء على آرائهم وانطلاقهم مع حماسهم و إقبالهم على الحياة ولذلك كان لابد من وجود جسراً يعبر عليه كلا منهم للأخر حتى تتلاقى الأفكار و تندمج سويا لتحقيق مستقبل مشرق يحترم حاضره وماضيه.
إن للأسرة دور فعال في بناء شخصية الأبناء سواء كان نفسياً و تربوياً و اجتماعياً و مهنياً و أخلاقياً وهنا خطوات بسيطة للتواصل الفعال بين الأباء والأبناء :
1- خلق جسر من الثقة بين الطرفين :
فيجب على الوالدين خلق جو من الثقة وإشعارهم بثقتهم الكاملة فيهم وعدم الشك في كلامهم واتهامهم بالكذب مع مراقبتهم عن بعد دون شعورهم بذلك.
2- لغة الحوار :
لابد من إنشاء لغة للحوار بين الطرفين فعلى الآباء النزول لمستواهم الفكري للتواصل مع أبنائهم بصورة فعالة وعدم إشعارهم بأنهم هم من يعرفون كل شيء بل من الممكن أن يتعلم الأباء من الأبناء مما يعطي لهم المزيد من الثقة والقدرة على الحوار والصراحة مع الوالدين.
3- الإحترام :
فعلى الوالدين حينما يطالبون أبنائهم باحترامهم لابد أيضا من احترامهم لأولادهم ومعاملتهم بصورة لائقة وعدم إحراجهم خاصة أمام الأخرين.
4- الإنصات :
عليكم بالإنصات لأبنائكم حينما يريدون التحدث إليكم والإهتمام بحديثهم والتفاعل معهم مع النظر إليهم أثناء الحوار معهم.
5- أهمية دور الأبناء :
يجب على الآباء أن يعبروا لأبنائهم عن مدى أهميتها في حياتهم وعن دورها وأهميتها في رسم السعادة والبهجة وأن مع غيابهم يقل إحساسهم بالحياة. فكلنا بحاجة إلى سماع كلمات الإعجاب والتقدير.
6- احتضن إبنك :
كثيرا من الوالدين ما يخجلون حينما يكبر أبناءهم من أن يحتضنهم أو يعانقها وهذا تصرف خاطئ فلابد من عناق إبنك أو إبنتك وإحتضانهم بحب وحنان.
7- المواجهة :
في حالة معرفة الوالدين بموقف ما فلابد من مواجهة الأبناء به بطريقة هادئة دون عصبية وعدم رفع الصوت ومناقشة المشكلة بحكمة.
8- الإعتراف :
يساعد إعتراف الأبناء بالخطأ أمام أبنائهم إلي خلق جواً إيجابياً عند الأبناء. حيث يعترفوا هم أيضا بأخطائهم ومناقشتها ببساطة ودون خجل .
9- المشاركة :
يجب مشاركة الأبناء في بعض النشاطات والهوايات مع اصطحابهم إلي أماكن الترفيه والاستمتاع الخاصة بهم ك النوادى. و السينما و المسرح وغيرها من وسائل الترفيه المحببة لديهم.
وأخيراً علينا جميعاً بناء هذا الجسر سويا بقوة وصلابة حتى نصل معا إلي حياة هادئة يعمها جواً من التواصل والتفاعل الإيجابي بين جميع أفراد الأسرة