الحج لمن لم يستطع الحج .. 5 أعمال تعادل الحج والعمرة .. بقلم: الشيخ رضا نصر الدين
البشرى لمن لم يستطع الحج أن ينال الأجر بأعمال تعدل الحج فنحن الآن نستعد لبداية موسم الحج وقد ذكر الحق تبارك وتعالى هذه الفترة بقوله “الحج أشهر معلومات”، وهو من أهم الأعمال والقربات التي يشتاق إليها المسلمون في هذه الأيام وخصوصاً من بداية هلال رجب وحلول شهر رمضان وفيه زيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف لأداء فريضة الحج أو العمرة.
ولكون الله قد منحنا حكم ربانية نستلهم منها الفضائل ولهذا جعل الله الذهاب لأداء مناسك الحج شرطه الاستطاعة فقال تعالي:” وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” [آل عمران:97]، حتى لا يشق على أمة التوحيد كما أنه لم يترك عباده دون أن يمنحهم فضل وثواب الحج والعمرة لغير المستطيع.
والله مضطلع على قلوب عباده من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ممن يرغبون في زيارة بيته والطواف والسعي وزيارة المسجد النبوي واتمام أركان الحج، ولكن هناك من حبسهم العذر لمرض أو فقر أو مانع من الموانع لذا يقول ابن رجب الحنبلي:” القاعد لعذر شريك للسائر وربما سبق السائر بقلبه السائرين بأبدانهم”.
فالمسلم غير القادر على الحج أو العمرة إذا نوى الحج أو العمرة بنية صادقة خالصة فإن الحق سبحانه وتعالى يكتب له ثواب الحج والعمرة تامة فمن صدقت نيته أعطاه الله الاجر الجزيل، كما أن بر الوالدين جاء في ذكره أن رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقى من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].
ومن الأعمال الجالبة لثواب الحج والعمرة صلاة الفجر في جماعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة”.
ومن الأعمال الجالبة لذات الأجر هي غسل الميت حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم روى الحاكم في المستدرك عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من غسل ميتاً فكتم عليه غفر له أربعين مرة، ومن كفن ميتًا كساه الله من سندس وإستبرق الجنة، ومن حفر لميت قبراً وأجنّه فيه أجري له من الأجر كأجر مسكن إلى يوم القيامة”.
ولعل اسباغ الوضوء ليس بالقليل لذا فقد منحه الله الأجر الوفير وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ فأحسن الوضوء، ثم رفع طرفه إلى السماء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
ولعل حضور مجالس الذكر لها من الأجر ما يعلمه الله وقد روى الإمامُ أحمدُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: ((ما مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللهَ، لا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إلَّا وَجْهَهُ، إلَّا ناداهُمْ مُنادٍ مِنَ السَّماءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئاتُكُمْ حَسَناتٍ)).
وقد منح الله الأجر لمن حضر صلاة الجمعة فقد جاء بالحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الجمعة حج المساكين”. كما أن قضاء حوائج الناس له من الأجر والثواب العظيم حيث روى عن الحسن البصري أنه أمر أحد الصالحين بالمشي في حاجة الناس فقال أنا معتكف فقال: أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك خير لك من حجة بعد حجة؟
رسالة موجهة لكل من يريد الحج من غير حج وإلى كل من يريد بلوغ الأجر والحصول على ثواب الحج والعمرة وليس معه القدرة أو الاستطاعة لذا اجتهد أن تحصل تلك الأعمال ابتغاء مرضات الله فتبلغ ثواب الحج والعمرة تامة تامة.