التحرر من السوشيال ميديا.. استعادة الذات في زمن الضجيج الرقمي

كتبت / دنيا أحمد

في عالم أصبحت فيه الحياة تُقاس بعدد الإعجابات، والاهتمام مرتبط بعدد المتابعين، تبرز الحاجة اليوم إلى خطوة جريئة: التحرر من وسائل التواصل الاجتماعي.

عندما يصبح “الافتراضي” أثقل من الواقع

صُممت السوشيال ميديا لتقرب المسافات، لكنها في كثير من الأحيان تُبعدنا عن أنفسنا. بدلًا من التواصل الحقيقي، نغرق في محتوى لا ينتهي: مقاطع، صور، أخبار… وأحيانًا، مشاعر ليست لنا.

وفقًا لدراسة نُشرت في Journal of Social and Clinical Psychology (2018)، فإن تقليل استخدام وسائل التواصل إلى 30 دقيقة يوميًا يمكن أن يقلل بشكل كبير من معدلات القلق والاكتئاب.

هل أنت مدمن دون أن تدري؟

إليك بعض العلامات الصامتة لإدمان السوشيال ميديا:

 • القلق عند ترك الهاتف بعيدًا

 • التحقق من الإشعارات بشكل متكرر

 • صعوبة التركيز

 • المقارنة المستمرة بالآخرين

 • الشعور بالفراغ أو القلق بعد التمرير الطويل

دراسة من جامعة هارفارد أوضحت أن التفاعل على مواقع التواصل يُحفّز نفس منطقة الدماغ المرتبطة بالمكافأة (المرتبطة بالطعام والمال)، ما يجعل الإدمان الرقمي حقيقيًا جدًا.

5 خطوات عملية للتحرر

 1. اضبط مؤقتًا يوميًا لاستخدام التطبيقات

استخدم أدوات مثل Digital Wellbeing أو Screen Time لتحديد الاستخدام.

 2. أوقف الإشعارات غير الضرورية

ما لا تعلم به… لن يشغلك.

 3. اختر يومًا “صافيًا” بلا سوشيال ميديا كل أسبوع

سمّه “الجمعة الواقعية” أو “الأحد الهادئ”.

 4. تابع ما يغذيك… واحذف ما يؤذيك

احذف الحسابات التي تثير القلق أو تروج لمثالية زائفة.

 5. املأ الفراغ الحقيقي بأنشطة حقيقية

اقرأ كتابًا، مارس رياضة، أو حتى استمتع بصمت حقيقي.

التحرر لا يعني الانقطاع… بل استعادة السيطرة

الهدف ليس أن تصبح منقطعًا عن العالم، بل أن تكون أكثر اتصالًا بذاتك. مع الوقت، ستشعر أن الهدوء يعود إلى ذهنك، والأشياء البسيطة تعود لتدهشك.

كما تقول الباحثة النفسية لورين بينيت:

“التقليل من الضجيج الرقمي يخلق مساحات في الوعي تسمح للنمو، للإبداع، وللسلام الداخلي.”

أخيرًا.. التحرر من السوشيال ميديا ليس قرارًا سهلاً، لكنه استثمار في نفسك. في كل مرة تُغلق فيها تطبيقًا، تفتح نافذة على العالم الحقيقي… وعلى ذاتك.