أخبار وتقاريرعاجلعرب وعالم

السياحة العالمية الخاسر الأكبر من جائحة كورونا

السياحة العالمية الخاسر الأكبر من جائحة كورونا

السياحة العالمية الخاسر الأكبر من جائحة كورونا
صورة أرشيفية

كتب: سعيد المسلماني

تعد السياحة من القطاعات الاقتصادية الرئيسية في العالم، وهي ثالث أكبر فئة تصديرية “بعد الوقود والمواد الكيميائية”. وفي سنة 2019، مثلت السياحة 7٪ من التجارة العالمية.

وطبقا لمنظمة السياحة العالمية فإنه في عام 2019، بلغ عدد السياح الوافدين 1.5 مليار سائح على خلفية عقد من النمو المتواصل. وشهدت جميع مناطق العالم نموا قويا حتى بداية 2020. وسافر نحو 9 مليار شخص آخرون داخل بلدانهم.

تأثير جائحة فيروس كورونا على قطاع السياحة لم يكن أقل تدميراً.

وفقدت العديد من البلدان التي تعتمد بشدة على عائدات السياحة أحد مصادر ثروتها الرئيسية بين عشية وضحاها خلال شهر مارس/آذار الماضي، ولكن ما هي البلدان المرجح أن تكون الأكثر تضرراً بتراجع السياحة؟

المكسيك:

تعتبر المكسيك هي الأكثر ضعفاً بين أكبر الاقتصادات في العالم، حيث تعتمد نسبة 15.5% من ناتجها المحلي الإجمالي على قطاع السفر والسياحة.

توفر بيانات عن الاقتصاد الرقمي العالمي، قائمة بأسماء البلدان التي من المرجح أن تكون الأكثر تضرراً استناداً إلى بيانات عام 2019 من المجلس العالمي للسفر والسياحة.

وتظهر المكسيك على رأس القائمة، وتليها إسبانيا وإيطاليا عن قرب.

إيطاليا:

في عام 2019، شكلت السياحة حوالي نسبة 13% من الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا:
وفي الوقت ذاته، أعادت إيطاليا فتح أبوابها للمسافرين من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المملكة المتحدة والدول الصغيرة مثل إمارة أندورا، وإمارة موناكو، وجمهورية سان مارينو، والفاتيكان، في خطوة وصفتها الحكومة بأنها “خطر محسوب”.

ومع ذلك، ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا بشكل ملحوظ في إسبانيا منذ رفع القيود، مع إصدار بعض الأقسام لإغلاق ثان.

وشهدت إيطاليا أيضاً ارتفاعاً طفيفاً في الحالات منذ تخفيف القيود.

أسبانيا:

إسبانيا تعلن إعادة فتح الحدود البرية مع فرنسا والبرتغال بعد انحسار كورونا
وقالت لوري بنينجتون جراي، مديرة مبادرة إدارة الأزمات السياحية في جامعة فلوريدا، لـCNN في وقت سابق من هذا الشهر إنها ليست متأكدة من أن قطاع السفر سيكون مطابقاً تماماً للطريقة التي كان عليها ما قبل عصر “كوفد-19”.

وأوضحت جراي أنه فيما يتعلق بالتشغيل بالطاقة الاستيعابية القصوى والأعداد ذاتها، قد يستغرق الأمر سنوات للوصول إلى ذلك، مضيفةً: “لكننا نعلم من الأزمات السابقة أن قطاع السفر مرن تتأقلم للغاية”.

وأضافت جراي “سينتعش قطاع السفر، ولكن لن يحدث ذلك غداً”.

إيرادات السياحة العالمية

قد تخسر 1.17 تريليون دولار أو 1.5 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي إذا استمرت إجراءات الإغلاق مدة 4 أشهر وذلك وفق السيناريو الأول. في ما يشير السيناريو الثاني إلى أنه في حالة استمرار قيود الإغلاق مدة 8 أشهر، فإن السياحة العالمية مهددة بخسائر تتجاوز 2.22 تريليون دولار أو 2.8 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي.

وفي حال استمرار إجراءات الإغلاق مدة 10 أشهر وفق السيناريو الثالث، فإن إيرادات السياحة العالمية قد تفقد 3.3 تريليون دولار أو 4.2 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي. وهو السيناريو الأرجح حتى الآن مع عدم وجود أي مؤشرات إلى قرب تجاوز الأزمة وانحسار انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم.

تراجع حاد في حركة السفر والحجوزات

تقرير “أونكتاد” أشار إلى أنه تم تعليق السياحة الدولية بشكل شبه كامل، وتقلّصت السياحة الداخلية بسبب شروط الاغلاق المفروضة في العديد من الدول، وعلى الرغم من أن بعض الوجهات بدأت تفتح ببطء إلا أن العديد منها تخشى السفر الدولي أو لا تستطيع تحمله بسبب الأزمة الاقتصادية.

وبحسب التقرير، تتكبّد الولايات المتحدة أعلى الخسائر بإيرادات السياحة في جميع السيناريوهات الثلاثة، مع انخفاض بنحو 187 مليار دولار في الأكثر تفاؤلاً، تليها الصين بخسائر تقدر بنحو 105 مليارات دولار. كما تعاني الدول الصغيرة مثل جامايكا من خسائر كبيرة بما يتناسب مع اقتصاداتها، حيث تواجه انخفاضاً بنسبة 11 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي أو ما يعادل نحو 1.68 مليار دولار بسبب الصدمة التي يواجهها قطاع السياحة في الوقت الحالي.

على صعيد حركة السفر، أشار تقرير حديث للاتحاد الدولي للنقل الجوي، إلى أن تراجع حجوزات شركات الطيران في النصف الثاني من يونيو (حزيران) الماضي يعطي أسباباً للحذر بشأن آفاق الصناعة في الأشهر المقبلة مع تزايد إصابات كورونا في دول معينة. وأوضح أنه في حين أن الشهر الماضي كان في المتوسط أفضل من الشهر السابق، فقد شهد النصف الثاني منه انخفاضاً في الحجوزات.

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى