الدين معاملة

أصحاب الكهف.. فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى

أصحاب الكهف.. فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى

أصحاب الكهف.. فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى
صورة ارشيفية

كتبت / دنيا أحمد

في زمنٍ طغت فيه عبادة الأصنام، وساد فيه الجهل، عاش فتية مؤمنون بين قوم لا يعرفون لله حقًا. قلوبهم امتلأت إيمانًا، وعقولهم أبت أن تنحني لغير الخالق. لم يكونوا أنبياء ولا أصحاب سلطة، لكنهم امتلكوا أغلى ما يمكن أن يملكه الإنسان: اليقين بالله.

قرار المصير: الهروب بالإيمان

حين اشتد الضغط عليهم، لم يساوموا على دينهم، ولم يركنوا للسكوت. قرروا الفرار بدينهم، بحثًا عن مكان يعبدون فيه الله بسلام. لم يحملوا متاعًا كثيرًا، لكنهم حملوا التوكل الكامل.

أصحاب الكهف.. فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى
صورة ارشيفية

خرجوا من بيوتهم، واتجهوا إلى كهفٍ في الجبل… مأوى بسيط، لكنه عند الله عظيم. وهناك، دعوا ربهم:

“رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا” [الكهف: 10]

معجزة النوم الطويل

استجاب الله لدعائهم بطريقة لم تخطر ببالهم:

“فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا” [الكهف: 11]

ناموا نومًا عميقًا… ليس يومًا أو شهرًا، بل ثلاثمائة وتسع سنوات. تغيرت الدنيا من حولهم، تعاقبت أجيال، وسقطت ممالك، وهم نائمون بأمان، يحرسهم الله.

أصحاب الكهف.. فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى
صورة ارشيفية

استيقظوا ظانين أنهم ناموا يومًا أو بعض يوم. أرسلوا أحدهم لشراء طعام، لكن المفاجأة كانت في الانتظار:

العملة التي يحملها أصبحت قديمة، والناس تغيروا، والبلد تحرر من الشرك، وصار فيه من يؤمن بالله!

عرف الناس قصتهم، وخلّد الله ذكرهم في القرآن، ليكونوا آية وعبرة لكل مؤمن.

العبرة الخالدة

قصة أصحاب الكهف ليست حكاية للنوم، بل رسالة لليقظة:

 • الإيمان الصادق لا يحتاج عددًا، بل صدقًا.

 • من ترك شيئًا لله، عوّضه الله بأعظم.

 • الثبات على العقيدة أثمن من الحياة نفسها.

 • الله قادر أن يحفظ عباده بأعجب الطرق.

أصحاب الكهف.. فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى
صورة ارشيفية

وقفة للتأمل:

هل نستطيع اليوم أن نكون مثل أصحاب الكهف، في زمن تتعدد فيه الفتن؟ هل نتمسك بالحق حتى لو كنا قلة؟

شاركنا رأيك في التعليقات:

ما أكثر ما أثّر فيك من هذه القصة؟ وهل ترى نفسك من الفتية، أم من أهل المدينة؟

ولا تنسَ نشر القصة، لعلها تُلهم قلبًا يبحث عن الثبات.

زر الذهاب إلى الأعلى