العبادة في زمن الفتن.. طوق النجاة في بحر الاضطراب

كتبت / دنيا أحمد
في زمن تتلاطم فيه الفتن، وتشتد فيه المحن، وتختلط فيه الحقائق بالأوهام، تبقى العبادة الحصن الحصين، والملجأ الآمن لكل من أراد النجاة في الدنيا والآخرة. فالعبادة ليست فقط أداء للفرائض، بل هي صلة متينة بالله، تُثبت القلب وتُطمئن النفس حين تهتز الأرض من تحت الأقدام.

لقد أخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن فضل العبادة في زمن الفتن بقوله: “العبادة في الهرج كهجرة إليّ”، والهرج هو وقت الفتن والقتل والاضطراب. فالمتمسك بعبادته وقتها كأنه هاجر إلى رسول الله، وهو تشبيه يدل على عِظَم الأجر وشدة الابتلاء.

العبادة في أوقات الرخاء أمر يسير، لكن حين يكثر الانشغال وتنتشر الفتن، يصبح الثبات على الطاعة جهادًا. فمن يصلي بخشوع، ويقرأ القرآن بتدبر، ويذكر الله في الخفاء، ويحفظ قلبه من القسوة، ولسانه من الغيبة، ونفسه من الهوى، فهو من الذين اصطفاهم الله وثبّتهم على الحق.
إن زمن الفتن هو اختبار حقيقي للإيمان، يُميز الله به الصادقين من المدّعين. وفي هذا الزمن، تزداد أهمية العزلة.






