عاجلقصص وروايات

العدل أساس الملك.. قصة شيرخان الذي خاف الله فعدَل

العدل أساس الملك.. قصة شيرخان الذي خاف الله فعدَل

العدل أساس الملك.. قصة شيرخان الذي خاف الله فعدَل
أرشيفية

كتبت / دنيا أحمد

في عام 1530م، كان يحكم أفغانستان وأجزاء من الهند ملك مسلم يُدعى شيرخان، اشتهر بعدله حتى قيل إن الزمان لم يعرف له مثيلًا بعد الصحابة والتابعين.

وذات يوم، كان جيشه متمركزًا على قمة جبلية لحماية حدود الدولة، وكان هناك رجل فقير يعيش في كوخ صغير على تلك القمة مع أسرته. ولكن نظرًا لحاجة الجيش، أمر القائد بهدم الكوخ لدواعٍ عسكرية، مما اضطر الرجل للنزول إلى السهول، حيث عانى من قسوة الحياة بعد أن فقد مصدر رزقه المعتاد من الصيد والرعي.

ولما ضاق به الحال، قرر أن يذهب بنفسه إلى الملك ليشكو ما أصابه. وعندما وصل إلى المدينة، سأل عن الملك، فقيل له إنه في الساحة الخلفية للمسجد الكبير يلعب مع الأطفال. ظن في البداية أن الناس يسخرون منه، لكن عندما تكرر الجواب، ذهب إلى حيث دلوه، فوجد ساحة واسعة يلهو فيها الأطفال، يتوسطهم رجل وقور يشاركهم اللعب.

أرشيفية

فسأل أحد الواقفين:

– من هؤلاء الأطفال؟

فأجابه الرجل: هؤلاء أيتام المسلمين.

فقال متعجبًا: ولكنهم في أبهى حُلّة!

قال له: بأمر من الملك، يُلبس اليتيم عندنا أفضل مما نلبّس أبناءنا، ليشعر بعزّة النفس، ويُعوض عن فقد أهله.

حينها اطمأن قلب الرجل، وأيقن أنه أمام ملك عادل رحيم.

وحين انتهى الملك من لعبه، أخبره أحد مساعديه أن رجلًا غريبًا ينتظره، فغضب وقال:

– كان الأولى أن تأتوا به فورًا، فقد يكون جائعًا، أو مظلومًا، أو خائفًا!

أرشيفية

ثم أسرع بنفسه إلى الرجل وقال بتواضع:

– لبيك يا عبد الله، أنا خادمكم شيرخان، فهل لك من حاجة؟

فارتبك الرجل من الموقف، فربت الملك على يده وقال بلطف:

– لا تخف، وتكلم بصدق، فوالله إن كان لك حق عندي، لآتينّك به دون تأخير.

قصّ الرجل قصته، فأطرق الملك رأسه قليلًا ثم قال:

– مظلمتك في عنقي حتى يعود لك حقك.

أرشيفية

ثم أمر فورًا بنزع بيت قائد الجيش الذي أصدر قرار الهدم، وبناء بيت جديد للرجل بجوار القلعة العسكرية على قمة الجبل، ليأمن فيه مع أسرته.

وقال للفقير بحزم:

– لا تشكرني على ما فعلت، فهذا مال الله، ولسنا فيه إلا أمناء، وحق الفقير أولى من راحة الغني.

أرشيفية

وأضاف بكلماتٍ خالدة:

– والله لأن تُهزَم جيوشي ويأسرني العدو، خير لي من أن ألقى ربي وفي عنقي مظلمة لأحد من عباده.

صلّوا على النبي المختار عشرًا (صلى الله عليه وسلم).

زر الذهاب إلى الأعلى