مقالات

حمدي رزق يكتب: االملك المصرى يودع ملكة بريطانيا! 

حمدي رزق يكتب: االملك المصرى يودع ملكة بريطانيا! 

حمدي رزق يكتب: الملك المصرى يودع ملكة بريطانيا! 
حمدي رزق

وغرد ملك أنفيلد «محمد صلاح» حزينًا، تزامنًا مع مراسم دفن الملكة الأم «إليزابيث الثانية» قائلًا: «يودّع شعب بريطانيا العظمى والعالم جلالة الملكة إليزابيث الثانية، ويودعها أخيرًا، إحياءً لذكرى تراثها وخدمتها التى لا تتزعزع».

وأضاف نجم ليفربول «الريدز»: «أفكارى مع العائلة المالكة فى هذا اليوم التاريخى والعاطفى».

كعادته فى الملمات لم يتأخر صلاح، وغرد ناعيا الملكة الأم، لسان حاله «قلبى معكم»، صلاح صاحب واجب، ويعرف الواجب، صلاح مصرى أصيل يقف إجلالًا للموت، وإنسان راقٍ يستبطن حضارة عظيمة يعبر عنها أفضل تعبير.

صلاح صار سفير المصريين شعبيًا بامتياز، ويؤدى مهمته بلا تكليف رسمى خير قيام، وكأنه يحمل عزاء الشعب المصرى فى كلمات منتقاة إلى الشعب البريطانى.

صلاح صار سفير المصريين شعبيًا بامتياز، ويؤدى مهمته بلا تكليف رسمى خير قيام، وكأنه يحمل عزاء الشعب المصرى فى كلمات منتقاة إلى الشعب البريطانى.

كما حمل الدكتور «مصطفى مدبولى» رئيس الوزراء، عزاء الدولة المصرية فى رحيل الملكة الأم إلى الملك «تشارلز الثالث»، وكان حضوره ممثلًا للرئيس عبدالفتاح السيسى لافتًا وسط كوكبة من القادة من حول العالم تحلقوا حول نعش الملكة مودعين، معربين عن حزنهم العميق على رحيل عنوان من العناوين الكبيرة فى تاريخ الملكية البريطانية.

وسجل مدبولى كلمات طيبات: «أتوجه بالنيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشعب وحكومة جمهورية مصر العربية، بأصدق التعازى إلى الملك تشارلز الثالث، فى وفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية.. إن الشعب المصرى يقف إلى جانب الشعب البريطانى فى هذه اللحظة الحزينة، ويتمنى له استمرار التقدم والازدهار».

لفتة صلاح ومثلها لفتات مصرية معتبرة صدرت عن ملوك ورؤساء ونجوم ومشاهير حول العالم، تترجم رسالة تقول إن ما يجمع البشر إنسانيًا أبقى من الحروب والعدوان، وإن القرن الحالى كان مؤهلًا ليكون «قرن السلام» بامتياز.. ولكن الحرب الأوكرانية وحروبا أخرى صغيرة تشبه الحرائق تندلع بين الحين والحين، تؤرق ضمير البشرية، وتمزق نسيجها الإنسانى، وتورثها مآسى، قتل وسفك دماء وتشريد وفقر وإفقار وجوع وضياع.

التركيز على لفتة صلاح عالميا كان مميزًا، والحط عليه مصريًا فى الفضاء الإلكترونى من بعض «شذاذ الآفاق» كان شاذًا وغريبًا.. تخيل يلومونه على التعزية؟!!

دعك منهم، هذا الشاب المصرى يغير الصورة القبيحة التى ترسخت فى الغرب، صورة مشوهة للعربى المسلم، صلاح يقدم نموذجًا راقيًا خلوًا من العنصرية والعصبية والثأرية، لا يحمل ضغينة للغرب، يعيش وسط الإنجليز فى سلام، يبتدرهم المحبة، فيردون التحية بأغنية «مو صلالالا».

وجود صلاح فى ليفربول، مقاطعة «مرزيسايد» شمال غرب إنجلترا، خفض منسوب العنصرية والكراهية للأجانب، فى المدرجات يهتف الإنجليز لصلاح ويلقبونه فى بلاد الملكية بـ«الملك المصرى»، و«ملك أنفيلد»، بلا غضاضة ولا شوفينية ولا عُقد نقص مركبة.

والشوفينية التى ابتلينا بها هى الاعتقاد المغالى، والتعصب للوطن والقومية، والعنجهية فى التعامل مع خلافه، وتعبر عن غياب رزانة العقل والاستحكام فى التحزب لمجموعة ينتمى إليها الشخص، والتفانى فى التحيز لها؛ وخاصة عندما يقترن الاعتقاد أو التحزب بالحطِّ من شأن جماعات نظيرة والتحامل عليها، وتفيد معنى التعصب الأعمى.

الشوفينية امتداد طبيعى للنزعة القومية، فالفخر القومى عندما يتجاوز حدوده، يقود إلى الاستعلاء والنظرة الدونية للشعوب والقوميات الأخرى.. والحمد لله، صلاح بالفطرة والحضارة خلو من هذه الأمراض المتوطنة والسارية فى نفوس البعض. 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى