عاجلعالم الفن

ماجدة الصباحي تكشف أسرار حياتها في “مذكرات ماجدة”

ماجدة الصباحي ليوميات ليونايت في “مذكرات ماجدة”

ماجدة الصباحي

كتبت / دنيا أحمد

قبل رحيلها، حرصت الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي على مشروعها الفني والإنساني في كتاب حمل عنوان “ماجدة الصباحي”، والذي جاء نتاج سنوات طويلة من الإقناع والتحضير، إلى أن دفعتها ثورة 25 يناير مختلفة أحداث مختلفة وبوح مؤقتًا من تفاصيل البيانات الشخصية الصغيرة التي أخفتها لفترة طويلة.

لإعداد المذكرات ما يقارب من ثلاث سنوات، قضية منها الكاتب السيد الحراني سنتين في تسجيل اللقاءات مع الفنانة الراحلة، وعاماً متنوعاً في تفريغها ومراجعتها معنا، وحرصنا على ما ساهمه في أحد حواراته الصحفية. ورغم صراحتها الكبيرة، تحفظت ماجدة على فصل واحد فقط، تناولت صراعها مع الفنانة فاتن حمامة، وطلبت أن يتم نشره بعد وفاتها. وقد صدرت مذكرات عن دار الأهرام للنشر في أواخر عام 2014، دون أن تتطلب ماجدة أي مقابل مادي.

ماجدة الصباحي ليوميات ليونايت في “مذكرات ماجدة”
ماجدة الصباحي

تميزت ماجدة الصباحي بشخصية مختلفة عن نجمات عصرها، فقد منحتها ملامحها السفرة وصوتها غاضبة وخجلها الطبيعي مكانة مميزة في قلوب الجمهور منذ خمسينيات القرن الماضي، حتى أصبحت رمزاً للرقة والدلال، وبنت معها خطاً فنياً منفرداً.

بعد ذلك، بدأت ماجدة، واسمها الحقيقي عفاف علي الصباحي، رحلتها الفنية وهي لا تزال في الثالثة عشرة من فيلمها، وشاركت في أول أفلامها “الناصح” عام 1949 إلى جانب الفنان إسماعيل ياسين. وخشيةً من اكتشاف عائلتها لأمرها، اشترت تغيير الممثلة الفنية إلى “ماجد دخول الصباحي”، خاصة وكانت تعاني من مؤثراتها تجاه الصحافة في بداية مشوارها.

وروت ماجدة في مذكراتها كيف يمكن لها أن تقرر دخول الفن برفض شديد من أستراليا، حيث تسعى لضرب شقيقها الأكبر، وتهديدها لوالدها بالقتل، ما أدى لاحقاً لانفصالها عنها. كما رفعت الدعوى القضائية ضد منتج الفيلم الأول، متهماً إياهم باستغلال قاصر، ما تورط في رفض عرض الفيلم كاملاً، قبل أن يتنازل عن القضية بعد توسلات المنتج.

ماجدة الصباحي

كما تتعرفت على المذكرات تسعى جاهدة إلى منها قبل ولادتها، لاعتقادها أن الطفل الرابع في الأسرة “غلطة”، لكن الأمور سرعان ما ما تغيرت بعد ولادتها، حيث وصل التفاؤل والفرح المجتمع بفضل جمالها وابتسامتها، وبعد عملها إلى القاهرة ليبدأ فصل جديد في حياتهم.

ماجدة الصباحي تكشف أسرار حياتها في “مذكرات ماجدة”
ماجدة الصباحي

وتبقى ماجدة أيضًا حبها للفنانة رشدي أباظة، التي تتقدم لخطبتها وواجهات ترفض بشدة من أجلها بسبب أسلوبها. وقالت إن رفضهم كان بدافع الخوف على مستقبلها، وهو ما أغضب أباظة خاصة بعد زواجها لاحقاً من الفنان إيهاب نافع. كما ذكرت في مذكراتها أن الفنان يحيى شاهين حاول الارتباط بها معًا ومع ذلك كانت زاهدة في الحب، فاعتذرت له وظلت على علاقة طيبة به.

ومن أبرز المحطات التي وثقتها، وأصبحت للأديب العالمي نجيب محفوظ بعد أن قررت خوض تجربة إنتاج الفيلم. طلبت منه التعاون على إنتاج رواية لها، لكنها رفضت قائلة: “يا ماجدة، أفلامي لا تناسبك”. وأوضح أن أدوارها لم تشمل النبيذ بكل تأكيد، بينما تحملت بطولات رواياته سمات لا تتماشى مع صورها الفنية الرزينة. تقبّلت ماجدة رأيه بصدر مرحب، وأكد لها أنها لم توقفه، خاصة أنه كان يقدر موهبتها لكنه رأى أن لديها شكله لا تنسجم مع أسلوبها المحافظ.

ماجدة الصباحي

وتتبقى “مذكرات ماجدة الصباحي” شهادة صادقة على حياة فنية وإنسانية مليئة بالتحديات والانتصارات، روتها بنفسها لترسم ملامح “كوكب الشاشة” كما أرادت أن تخلت عنها.

زر الذهاب إلى الأعلى