أخبار وتقاريرعاجل

حرق المصحف بالسويد عمل متطرف متكرر

حرق المصحف بالسويد عمل متطرف متكرر

حرق المصحف بالسويد عمل متطرف متكرر
أرشيفية

الكاتبة: إنجي الحسيني

في بيان لوزارة الخارجية السويدية أدانت فيه الأعمال المعادية للاسلام وأكدت على أن حرق المصحف، أو أيّ مقدّس آخر، هو عمل مسيء ولا يحترم الغير ويشكّل استفزازا واضحا، بل ويمثل مظهرا من مظاهر العنصرية وكراهية الأجانب ، فالتعصب لا مكان له في السويد أو في أوروبا.

وبناءا عليه روجت الكثير من “المانشتات” أن السويد ستفتح تحقيقا بتهمة ” التحريض ضد مجموعة عرقية” .. رغم أن ذلك يتناقض تماما مع حريّة التجمّع والتعبير والتظاهر والذي يعتبر حق محمي دستوريا في السويد، كما يتناقض مع تاريخ السويد والكثير من الدول مثل الدنمارك وهولندا والنرويج ونيوزلاندا في هذا الشأن، فعلى سبيل المثال انتشر عام 2022 بالسويد مشاهد حرق وعنف ناتجة عن قبام متطرف بحرق نسخة من القرآن بعد وضعها على الأرض، بالتزامن مع تصريح السياسي “راسموس بالودان” المنتمي إلى اليمين المتطرف باعتزامه حرق نسخ من القرآن خلال جولة في عدة مدن بالبلاد، وفي عام 2020 أقدمت مجموعة نرويجية متطرفة على تمزيق صفحات من القرآن الكريم والبصق عليه خلال مظاهرة مناهضة للاسلام بالعاصمة أوسلو بعد حدوث مواجهات بين الشرطة السويدية ومنظاهرين نتيجة قيام حركة يمنية يتزعمها ثلاثة نشطاء بحزب الخطط المتشدد الدنماركي بحرق نسخة من القرآن بمدينة مالمو، ومن ينسى مذبحة نيوزلاندا الشهيرة والتي أسفرت عن مقتل 50 شخصا عام 2019 على يد متطرف إسترالي يدعى” برنتون تارانت” إلى جانب النهج الذي اتخذته الكثير من صحف دولة الدنمارك قي الاساءة لشخص رسول الاسلام وتصويره بشكل مسئ .

تلك الممارسات المتطرفة والتي تحدث من وقت لآخر، الغرض منها هو استفزاز مشاعر المسلمين مما قد يسفر عن أعمال عنف وتخريب وبناءا على رد الفعل، يتم تحريك الآلة الأعلامية الخاصة بهم لاصطياد ردود الفعل وأدانتها في محاولات أخرى للاساءة إلى المسلمين، كما قام أحد اللاجئين بفرنسا بقطع عنق مدرس فرنسي عرض رسومات كاريكاتورية تسيئ للنبي محمد في درس كان شعاره “حرية التعبير”!! الجديد في الأمر أن المعتدى رجل عراقي أي من أصول عربية، وهو ما يستوجب التوقف أمامه بالسؤال: هل ذلك مقصودا أم نتيجة مرضه بالاسلاموفوبيا؟!

مخطئ من يظن أن دولة السويد ستتخذ من التدابير ما يمنع من تكرار هذا الفعل، فالغرب ينتهج الارهاب في سلوكه والتاريخ لا يكذب، فالراديكالية على سبيل المثال مصطلح أمريكي النشأة، تم تصديره لنا بعد صناعة وتمويل التنظيمات والجماعات الارهابية بالعالم العربي، لتحارب بالوكالة عن الدول العظمى وتقاتل باسم الدين الاسلامي لتنفيذ أجندات تلك الدول ، ومن هنا لن تقتصر ظاهرة الاسلاموفوبيا على اليمين المتطرف المتصاعد بأوروبا بل سيتحدث العالم عن ممارسات الارهاب الاسلامي وكل ما هو مسلم باعتبارهم العدو الحقيقي والذي يستوجب حرق مصاحفه والاساءة لمنهجه، وهو دفع الكثير من الشباب من اعلان إلحادهم بعدما تتسللت الاسلاموفوبيا إلى عقولهم وقلوبهم وعليه ربما تم استغلال الملحد العراقي لتنفيذ هذا التوجه.

حرق المصحف بالسويد عمل متطرف متكرر
إنجي الحسيني

إن الغرب الذي نتغزل في تحضره، ليس بمتحضرفبينما مجدت الآلة الاعلامية جهود الجنود الأمريكان العائدين من الشرق الأوسط بعد قتلهم أكثر من مليون عراقي، أتذكر تصريح الرئيس بوش في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 والذي تسبب في ثورة عارمة حين صرح للصحفيين ” هذه الحملة الصليبيبة ، هذه الحرب على الارهاب ستستغرق فترة من الوقت” وبعد دخول أمريكا العراق أعلن تنظيم داعش المسلح عن نفسه وهو التنظيم المدعم من مخابرات الدول، وهذا ما يتوافق مع تصريحات جيمس وولسي رئيس وكالة المخابرات الأمريكية حينما صرح عام 2006 ” سنصنع لهم إسلاما يناسبنا ثم نجعلهم يقومون بالثورات” وهذا جاء أيضا بمذكرات “هيلاري كلينتون” مما يعني أن الفكر الغربي المتطرف كاره للاسلام والمسلمين وتلك الحوادث التي تحدث من حين لآخر ما هو إلا انعكاس لتوجهاتهم السياسية التي تمارسها دولهم منذ قديم الأزل، نراها حينما منعت بولندا دخول المسلمين ووصفتهم بالارهابيين وتركت الطلاب على الحدود بينما سمحت بدخول مليون لاجئ أوكراني، ونراها حينما أرسلت فرنسا 20 طائرة لضرب ليبيا عام 2011 بينما أضاءت برج ايفل بألوان علم أوكرانيا تضامنا مع ضحاياها، ولما لا! فهم ليسوا بعرب أو مسلمين!! 

إن تزامن صعود الأحزاب اليمنية المتطرفة في أوروبا تعني زيادة تصاعد العداء للمسلمين والدعوات التحريضية ضدهم، وتبني الخطابات المسيئة لهم مع اتخاذ خطوات تجاههم تظهر بوضوح في الشارع من خلال بوابة حرية التعبير؛ فحينما اجتمع خيرت فيلدرز السياسي الهولندي ومارين لوبان زعيمة حزب الجبهة اليمنية المتطرفة والتى تناهض وجود المسلمين في فرنسا عام 2021كان العداء للاسلام والمسلمين هو السبيل لدعايتهم السياسية في حملاتهم الانتخابية، ونفس الأمر بالحزب النمساوي اليميني الشعبي والحزب اليميني الشعبي الدنماركي وغيرهم.

فهل هناك من يعتقد أن هناك دولة ما ستعمل على منع تلك الممارسات ضد الاسلام والمسلمين، ومن ضمنها دولة السويد؟ و هل هناك من يصدق ويثق إلى هذا الحد في تلك التصريحات؟ أم مازال البعض يتوهم بأن الغرب لا يكذب؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى