علم النفس الإيجابي .. مفهومه ومساراته وأهميته

كتبت / علاء هويدي

يعتبر علم النفس الإيجابي فرع من فروع علم النفس الذى يركز على دراسة الجوانب الإيجابية من تجربة الإنسان، مثل السعادة، الرضا، التفاؤل، والقدرات الفردية.
و يعد هذا العلم نقطة تحول في كيفية فهمنا للصحة النفسية، حيث يبتعد عن التركيز فقط على الاضطرابات النفسية والمشاكل المعنوية، ليبرز ما يجعل الحياة جديرة بالعيش.

تاريخ علم النفس الإيجابي :

ظهر علم النفس الإيجابي في أواخر التسعينات، بفضل جهود مجموعة من علماء النفس مثل مارتن سيلغمان، الذي كان حينها رئيساً للرابطة النفسية الأمريكية.
حيث أطلق سيلغمان مبدأ العلم الإيجابي في محاضرة عام 1998، و التي دعا فيها إلى دراسة الجوانب الإيجابية لتجربة الإنسان مثل القوة الشخصية، القيم، والتجارب المبهجة.

مكونات علم النفس الإيجابي :

يمكننا تقسيم علم النفس الإيجابي إلى عدة مكونات رئيسية:

1. السعادة والرفاهية … حيث نجد ان جزء كبير من علم النفس الإيجابي يتمحور حول مفهوم السعادة ، و يشمل مفهوم الرفاهية الراحة النفسية والشعور بالإنجاز.

2. القيم والقدرات الشخصية … يعتني علم النفس الإيجابي بدراسة القيم التي تسهم في نجاح الأفراد، مثل الكرم، الإيثار، والإيجابية.

3. التفاؤل والأمل … ويتم التركيز على كيفية تعزيز التفكير الإيجابي، وكيف يؤثر التفاؤل على صحة الفرد النفسية والجسدية.

4. العلاقات الاجتماعية … تبرز أهمية العلاقات الاجتماعية في حياة الفرد، حيث تُعتبر العلاقات الإيجابية عاملاً مهماً في تعزيز السعادة والرفاهية.

5. الانخراط والاهتمام … أى كيفية انخراط الأفراد في الأنشطة المختلفة التي تسهم في رفاهيتهم النفسية .

أهمية علم النفس الإيجابي :

لعلم النفس الإيجابي أهمية كبيرة في عدة مجالات … منها …

تحسين جودة الحياة … حيث يمكن أن يساعد الأفراد على تطوير مهاراتهم وتحسين حياتهم من خلال التركيز على النقاط الإيجابية.

التعامل مع التحديات … إذ يوفر استراتيجيات عدة للتغلب على الضغوط والتحديات اليومية، مما يسهم في تعزيز القدرة على التكيف.

المنظمات والعمل … يمكن أن تسهم ممارسات علم النفس الإيجابي في تحسين البيئة العملية وزيادة الإنتاجية من خلال تعزيز الرضا الوظيفي والعلاقات الإيجابية بين الموظفين.

التعليم والتربية … يُستخدم علم النفس الإيجابي كأداة في المدارس لتعزيز القيم الإيجابية لدى الطلاب وبناء بيئات تعليمية مشجعة.

استراتيجيات لتعزيز الصحة النفسية الإيجابية:

هناك عدة استراتيجيات يمكن للأفراد الاعتماد عليها لتعزيز صحتهم النفسية من خلال مبادئ علم النفس الإيجابي:

1. ممارسة الامتنان :
كتابة يوميات ممتنة يمكن أن تساهم في تعزيز الفرح وزيادة الوعي باللحظات الإيجابية.

2. التركيز على نقاط القوة :
التعرف على الميزات الشخصية واستخدامها في الحياة اليومية يساهم في تعزيز الثقة بالنفس.

3. تعزيز العلاقات :
الاستثمار في العلاقات الإيجابية والتواصل مع الأصدقاء والعائلة.

4. التفكير الإيجابي :
ممارسة التأمل والتفكير الإيجابي لمواجهة التحديات بشكل أفضل.

5. الانخراط في الأنشطة :
الانغماس في الأنشطة التي يحبها الفرد يسهم في الشعور بالإنجاز وتخفيف التوتر.

ختاما … مما سبق نجد ان علم النفس الإيجابي يمثل تطوراً مهماً في مجال علم النفس، حيث يحث الأفراد على البحث عن السعادة وتحقيق الرفاهية النفسية. من خلال فهمنا له، يمكننا تعزيز صحتنا النفسية والتفاعل الإيجابي مع الآخرين، مما يؤدي إلى حياة مليئة بالمعنى والهدف.

تحياتي و الى لقاء … طبتم وطابت اوقاتكم