“أعزّ الولد ولد الولد”.. حكمة الأجداد ومكانة الأحفاد في القلوب

كتابة / دنيا أحمد
في تراثنا العربي، تنتشر أمثال ومقولات تعبّر عن مشاعر صادقة وتجارب إنسانية عميقة، ومن أكثرها رقة ودفئًا قولهم: “أعزّ الولد ولد الولد”. مقولة تتردد على ألسنة الأجداد والجدات كلما وُلد حفيد جديد، فتنفرج الأسارير، وتُفتح القلوب على مصراعيها لمحبة تختلف عن كل ما قبلها. فما سر هذه المشاعر الخاصة؟ ولماذا يحتل الحفيد مكانة فريدة في قلب الجدّ والجدّة؟

معنى المقولة وتفسيرها:
“أعزّ الولد ولد الولد” تعني أن الحفيد (ابن الابن أو بنت البنت) يكون أعزّ وأقرب إلى القلب من الابن نفسه أحيانًا. ليس لأن الابن لم يكن محبوبًا، بل لأن مشاعر الجدّ أو الجدة تجاه الحفيد تتسم بصفاء، خالٍ من هموم التربية، ومليء بالحنان الناضج والخبرة العاطفية.

لماذا يُقال ذلك؟
1. لذة الإنجاز غير المباشر:
يرى الجد أو الجدة في الحفيد امتدادًا لجيلهم، وكأنهم يرون ثمار تعبهم في أبنائهم تُزهر من جديد.

2. الحنان بلا مسؤولية:
الأحفاد يستمتعون بدلال الأجداد، في حين لا يقع على الجدين عبء التربية المباشرة، مما يجعل العلاقة أكثر دفئًا وأقل توترًا.

3. تجدد الأمل والفرح:
قد يُشعر الحفيد الجدين بشباب جديد، ويمنحهما طاقة إيجابية وذكريات تُعيد إليهم لحظات الماضي الجميل.

4. صلة الدم والاسم:
في كثير من الثقافات، يُنظر للحفيد على أنه حامل لاسم العائلة وامتدادها، مما يعزّز ارتباط الجد به عاطفيًا وشعوريًا.
أبعاد ثقافية وإنسانية:
• المقولة تعكس أهمية الأسرة الممتدة في المجتمعات العربية.
• تبيّن قيمة الأجداد ومكانتهم العاطفية في حياة الأحفاد.
• تُظهر كيف أن الحب لا يُقسّم بل يتجدد مع كل فرد جديد في العائلة.
في الختام نوضح ان “أعزّ الولد ولد الولد” ليست مجرد عبارة شعبية، بل ترجمة صادقة لمشاعر عميقة تسكن قلوب الأجداد. فالحفيد ليس فقط قطعة من الأبناء، بل هو فرحة متجددة، وذكرى جميلة، وامتداد لحب لا ينتهي.





