ماجدة الخطيب.. بين مجد الشاشة وعواصف الحياة

في مثل هذا اليوم الثاني من أكتوبر، تطل علينا ذكرى ميلاد الفنانة المتمردة ماجدة الخطيب (1943 – 2006)، تلك النجمة التي جمعت بين الموهبة الاستثنائية والحياة الصاخبة، فتركت بصمة فنية يصعب تجاهلها، وسيرة شخصية مليئة بالتقلبات والجرأة والإثارة. لم تكن مجرد ممثلة عابرة، بل كانت حالة خاصة في تاريخ السينما المصرية؛ صعودًا وهبوطًا، حبًا وانكسارًا، مجدًا وسقوطًا ثم عودة بروح مقاتلة.
بدأت ماجدة الخطيب مشوارها الفني بخطوة بسيطة في فيلم حب ودلع، لكن سرعان ما فرضت موهبتها حضورها، لتصبح إحدى أبرز نجمات جيلها وأكثرهن إثارة للجدل. وعلى الرغم من نجاحها الفني، فإن حياتها الخاصة لم تخلُ من المنعطفات المؤلمة.
مرت ماجدة بتجارب عاطفية متقلبة؛ أولها زواجها من محمد رياض، أحد رجال ثورة يوليو، والذي انتهى سريعًا بالطلاق تاركًا أثرًا نفسيًا قاسيًا. ثم ارتبطت برجل الأعمال مدحت الهواري عام 1974، إلا أن زواجهما لم يستمر سوى عامين بعد فشل محاولاتهما في الإنجاب، لينتهي الطلاق عام 1976. وفي واقعة غريبة، ارتبطت بمهندس صوت تبيّن لاحقًا أنه نصاب مصري ادعى أنه أمريكي، فاكتشفت حقيقته قبل الزفاف.
أما قصتها الأعمق فكانت مع محمد زين، مدير تحرير جريدة السياسة الكويتية ووريث عائلة العيدروس الثرية في اليمن. لكن العلاقة انتهت فجأة تحت ضغوط عائلته، إذ هددوه بحرمانه من الميراث إذا أصر على الزواج منها. كانت تلك أكبر صدمة في حياة ماجدة، إذ دفعتها إلى عزلة قاسية وإدمان المهدئات، ولم تقدم بعدها على الزواج مجددًا.

ولم تقتصر أزماتها على الجانب العاطفي، بل امتدت إلى حياتها العامة. ففي حادث مأساوي صدمت أحد الطلاب أثناء قيادتها بسرعة تحت تأثير الكحول، ما أسفر عن وفاته وإصابة آخر، فقضت عامًا في السجن بتهمة القتل الخطأ، وهو ما أدى إلى تراجع نجوميتها وابتعاد المنتجين عنها. ثم واجهت أزمة أخرى عام 1986 حين قُبض عليها بتهمة تعاطي المخدرات مع اثنين من أصدقائها، ورغم دفاعها بأن المواد المخدرة كانت لاستخدام فني، حكمت المحكمة في أبريل 1987 بسجنها فترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام.
ورغم كل تلك العواصف، عُرفت ماجدة الخطيب بوفائها في صداقاتها، خصوصًا مع السندريلا سعاد حسني. فبرغم أن ظهورهما الفني المشترك اقتصر على فيلمي البنات والصيف والست الناظرة، فإن العلاقة بينهما امتدت لسنوات طويلة من المودة والدعم المتبادل. وقد صرحت ماجدة أكثر من مرة بندمها لأنها قصرت في حق صديقتها في أواخر حياتها، قائلة: “الناس كلها كانت بتجري عليها وتتمنى تسلم عليها، لكن لما ابتعدت عن الوسط محدش كان بيروح لها، وأنا واحدة منهم.. ودي غلطة عمري”.
وهكذا تبقى سيرة ماجدة الخطيب مزيجًا من النجاح والاضطراب، بين قسوة التجارب ودفء العلاقات، بين مجد الفن وقسوة الحياة، لتظل حاضرة في ذاكرة السينما المصرية كإحدى أكثر النجمات إثارة للجدل وسحرًا في آن واحد.






