عاجلمقالات

صمت الأطفال والمراهقون عن الاعتداء الجنسي: ما وراء الخوف والعار

صمت الأطفال والمراهقون عن الاعتداء الجنسي: ما وراء الخوف والعار

صمت الأطفال والمراهقون عن الاعتداء الجنسي: ما وراء الخوف والعار
أرشيفية

كتبت / دنيا أحمد

يُعد الاعتداء الجنسي من أخطر التجارب التي قد يتعرض لها الأطفال والمراهقون، ومع ذلك فإن كثيرين منهم لا يفصحون عما حدث معهم. هذا الصمت لا يعني الرضا أو النسيان، بل يعكس تعقيدات نفسية واجتماعية تجعل من الإفصاح أمرًا صعبًا للغاية.

1. الخوف من العقاب أو اللوم

كثير من الأطفال يظنون أنهم سيُعاقبون إذا تحدثوا، خاصة إذا كان المعتدي شخصًا قريبًا أو موثوقًا. في بعض الحالات، يُشعرهم المعتدي بالذنب أو يُقنعهم أنهم مسؤولون عما حدث، مما يزيد شعورهم بالخوف والارتباك.

2. الارتباك وعدم الفهم

الأطفال الصغار غالبًا لا يدركون طبيعة ما يحدث لهم، أو لا يملكون الكلمات المناسبة لوصف التجربة. المراهقون من ناحيتهم قد يعيشون صراعًا داخليًا بين ما حدث وما يجب أن يشعروا به، خاصة إن كانت العلاقة مع المعتدي معقدة.

3. الخجل والشعور بالعار

الاعتداء الجنسي يولّد مشاعر عميقة من العار والخجل، خصوصًا في الثقافات التي تُحمّل الضحية مسؤولية ما حدث، أو تعتبر الحديث في الأمور الجنسية أمرًا غير مقبول. وهذا العار قد يمنع الضحية من التحدث حتى بعد سنوات من الحادثة.

صمت الأطفال والمراهقون عن الاعتداء الجنسي: ما وراء الخوف والعار
أرشيفية

4. التهديدات والتخويف

يستخدم بعض المعتدين التهديد المباشر كوسيلة للسيطرة على الضحية، مثل التهديد بإيذاء الطفل أو أحد أفراد عائلته، أو فضح ما حدث. هذه الأساليب فعّالة جدًا في إسكات الضحية، خصوصًا لدى الأطفال الذين يفتقرون للدعم أو الثقة بمَن حولهم.

5. الخوف من فقدان العائلة أو الأمان

إذا كان المعتدي أحد أفراد الأسرة، قد يخاف الطفل من تفكك العائلة أو أن يُتَّهم بأنه السبب في المشاكل، ما يدفعه للصمت للحفاظ على ما يراه “استقرارًا”.

6. غياب البيئة الآمنة للبوح

حين لا يجد الطفل أو المراهق من يستمع له دون حكم أو شك، أو حين يُواجَه بالتكذيب عند المحاولة، يتوقف عن المحاولة مجددًا. غياب الدعم الأسري أو المدرسي يجعل الإفصاح أكثر صعوبة.

كيف نحمي أطفالنا؟

 • التوعية الجنسية المبكرة بطريقة مناسبة لأعمارهم.

 • خلق مساحة آمنة للحوار تشجعهم على الحديث بحرية.

 • الإنصات دون حكم أو غضب إذا تحدّثوا.

 • تعليمهم التفرقة بين اللمسة الآمنة وغير الآمنة.

 • مراقبة أي تغيّر سلوكي غير مبرر والتعامل معه بجدية.

صمت الأطفال والمراهقون عن الاعتداء الجنسي: ما وراء الخوف والعار
أرشيفية

الصمت ليس دليلًا على السلامة، بل قد يكون صرخة مكتومة. من واجبنا كآباء، ومربين، ومجتمع، أن نخلق بيئة تحمي الأطفال وتمنحهم الثقة ليتحدثوا. الكشف المبكر والدعم النفسي هما أولى خطوات الشفاء.

زر الذهاب إلى الأعلى