“اللغة التي لا تصدأ: الحضارة المصرية القديمة في لقاء مفتوح بمعرض مكتبة الإسكندرية”

في إطار البرنامج الثقافي للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، نظّمت المكتبة لقاءً مفتوحًا مع الفنان والباحث الأثري محمد خميس، تناول خلاله ملامح الحضارة المصرية القديمة، وأدار اللقاء الدكتور شريف شعبان، الذي شدد في كلمته الافتتاحية على أهمية الحديث عن الحضارة المصرية بجوانبها الفرعونية والإسلامية، وضرورة إيصالها إلى جميع الفئات العمرية، باعتبارها مصدرًا للفخر والانتماء.
وأشار شعبان إلى أن فك رموز حجر رشيد، الذي تم خلال الحملة الفرنسية أواخر القرن الثامن عشر، مثّل نقطة تحوّل محورية في استعادة العالم لتاريخ مصر القديم، موضحًا أن العلماء العرب والمسلمين كانوا من أوائل من سعوا لفهم هذه الحضارة.

من جانبه، أكد محمد خميس أن الحضارة المصرية القديمة لا تزال تثير جدلاً واسعًا بسبب عظمتها وتفرّدها، لافتًا إلى وجود محاولات لتشكيك العالم في نسبتها إلى المصريين، رغم أن الأدلة تثبت أنها من صنعهم بالكامل. وأوضح أن الحضارة المصرية هي الأقدم في التاريخ، مستشهدًا باكتشاف نقوش كتابية تسبق حضارة بلاد الرافدين بنحو 300 عام.
وأشار خميس إلى أن أسرار الحضارة المصرية القديمة لم تُكشف بالكامل بعد، منبهًا إلى خطأ محاولة تفسيرها وفقًا لعقلية الإنسان المعاصر، إذ أن المصري القديم كان يتمتع بذكاء استثنائي، وربما استخدم وسائل بسيطة ومبتكرة لا تزال مجهولة حتى اليوم.
كما تطرق الباحث إلى بداية تشكل الحضارة الإنسانية، والتي يرى أنها تعود إلى نحو 7 آلاف عام فقط، رغم وجود بقايا بشرية تعود إلى ملايين السنين. وأكد أن الزراعة كانت الأساس الذي انطلقت منه مظاهر الحياة المنظمة، وتطورت الحضارة لاحقًا لتأخذ شكلها المدوّن مع اختراع الكتابة.
وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات الدورة العشرين من المعرض، التي تقام في مقر المكتبة بكورنيش الإسكندرية وتوازيًا في القاهرة بـ«بيت السناري» في السيدة زينب و«قصر خديجة» بحلوان، تمتد من 7 إلى 21 يوليو الجاري، بمشاركة الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادي الناشرين المصريين والعرب. ويضم المعرض 79 دار نشر مصرية وعربية تقدم أحدث إصداراتها بخصومات خاصة، إلى جانب أكثر من 215 فعالية ثقافية تشمل الندوات، والأمسيات الشعرية، والورش المتخصصة، بمشاركة نحو 800 مثقف ومفكر وباحث من مختلف التخصصات.






