وسوسة الشيطان.. كيف نتعرّف عليها ونحمي أنفسنا منها

كتبت: دنيا أحمد
في خضم معارك النفس اليومية، تقف وسوسة الشيطان كأحد أخطر الأسلحة الخفية التي تُفسد القلوب وتُضعف العزائم. هي ليست صوتًا مسموعًا، بل فكرة خبيثة، تسلّل خفي، ودفع نحو الشر بأسلوب ماكر لا يُكشف بسهولة. ولأننا مكلّفون بحراسة قلوبنا وعقولنا، فإن فهم طبيعة الوسوسة، وكيفية مقاومتها، يُعدّ من أهم أدوات الثبات على طريق الحق.
الشيطان لا يُجبر الإنسان على المعصية، لكنه يُزيّنها له، يفتح باب التبرير، ويُهوّن من شأن الذنب، فيُصبح الحرام سهلًا في النفس، والمكروه مألوفًا. قال تعالى:
“إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُۥ لِيَكُونُوا۟ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ” [فاطر:6]

أنواع وسوسة الشيطان:
1. في العقيدة:
يشككك في وجود الله، أو في عدله، أو في حكمته. وربما يثير في قلبك أسئلة الغاية والخلق بطريقة تُضعف الإيمان.
2. في الطاعة:
يثقل عليك الصلاة، يُذكّرك بالتعب عند الصيام، ويُهوّن من شأن قراءة القرآن، ويؤخر الطاعة حتى تضيع.
3. في المعصية:
يزيّن لك الخطأ، ويُلبسه لباس الحرية، أو المتعة المؤقتة، أو يُقنعك أن «الكل يفعل ذلك».

4. في النية:
يجعلك تعمل العمل الصالح لا لله، بل ليُقال عنك، فيضيع الأجر وتدخل دائرة الرياء.
كيف نحمي أنفسنا من وسوسة الشيطان؟
• الاستعاذة بالله:
كما قال تعالى: “وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ نَزْغٌۭ فَاسْتَعِذْ بِٱللَّهِ ۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” [الأعراف:200]
• ذكر الله دائمًا:
فالشيطان يهرب من قلب عامر بالذكر، ويضعف أمام من يكثر من التسبيح والاستغفار وقراءة القرآن.

• الصحبة الصالحة:
فرفيق الخير يُعين على الثبات، ويُذكّرك إذا نسيت، ويشد أزرك إذا ضعفت.
• المجاهدة:
النفس تميل للراحة والشهوة، لكن مجاهدة النفس على الطاعة والانتصار على الهوى، هي الطريق إلى رضا الله.

في الختام، الوسوسة ليست ذنبًا بحد ذاتها، لكنها باب إلى الذنب، واليقظة منها، ومقاومتها، والرجوع إلى الله عند كل ضعف، هو ما يُرضي الله ويُثبّت القلب. فلنكن دائمًا على حذر، ولنستعن بالله، ولنربّي أنفسنا وأبناءنا على أن المعركة مع الشيطان دائمة، لكنها ليست مستحيلة.






