نور والأمان.. قصة عن أحترام الحدود.. للأطفال
كتبت / دنيا أحمد
كان يا مكان في أحد الأحياء الهادئة، كانت هناك فتاة صغيرة تُدعى نور. نور كانت طفلة ذكية ومرحة، تحب اللعب مع أصدقائها، وتستمتع بالأوقات الجميلة مع عائلتها. كانت نور في المدرسة الابتدائية، وقد تعلمت من والديها الكثير من القيم الجيدة، مثل الاحترام وحسن المعاملة.
في يوم من الأيام، كانت نور تلعب في الحديقة مع صديقتها سارة. وبينما هما تلعبان، اقترب منهما رجل مسن كان يسير في الحديقة. ابتسم الرجل وقال: “يا لها من فتيات لطيفات! هل يمكنني مساعدتكما في شيء؟”
شعرت نور بشيء غريب عندما اقترب الرجل منهما. لم تكن متأكدة تمامًا لماذا شعرت هكذا، لكنها شعرت أن شيء غير مريح يحدث. ثم تذكرت ما علمتها والدتها دائمًا: “إذا شعرتِ بشيء غير مريح أو إذا اقترب منكِ شخص بطريقة لا تعجبك، يجب أن تقولي ‘لا’ وتبتعدي بسرعة.”
فجأة، بدأ الرجل يقترب أكثر، وتحدث بصوت منخفض قائلاً: “تعالوا هنا لأريكم شيئًا ممتعًا.” لكن نور شعرت أن هذا الموقف غير صحيح، فرفعت رأسها وقالت بوضوح: “لا! أريد أن أكون مع صديقتي في الحديقة، شكراً.”
شعرت نور بشجاعة كبيرة بعد قول “لا”. على الفور، أمسكت بيد سارة وقالت: “لنذهب بعيدًا عن هذا الرجل.” وعندما ابتعدتا، شعرت نور بالراحة والأمان. لم يلاحقهما الرجل، بل ابتعد بهدوء.
في المساء، عندما عادت نور إلى المنزل، أخبرت والديها بما حدث. استمعت والدتها إلى قصتها بانتباه، وقالت لها: “أنتِ تصرفتِ بشكل رائع، نور. تذكري دائمًا أنه من حقك أن تقولي ‘لا’ إذا شعرتِ أن هناك شيئًا غير صحيح يحدث. الحدود الشخصية مهمة، وأنتِ تستحقين دائمًا الاحترام.”
في اليوم التالي، ذهبت نور إلى المدرسة وأخبرت معلمتها وأصدقاءها بما تعلمته. جميعهم أشادوا بشجاعتها، وتعلموا منها أهمية حماية أنفسهم في أي موقف يشعرون فيه بعدم الراحة.
الرسالة المهمة: ان القصة تعلم الأطفال أنه لا أحد يمكنه التعدي على حدودهم الشخصية، وأنه من المهم التعبير عن مشاعرهم ورفض أي تصرف يسبب لهم عدم الارتياح. كما أنها تبرز أهمية الحديث مع الوالدين أو المعلمين عن أي مواقف غير مريحة، لأن الأمان هو حق من حقوقهم.
إذن، تعلموا من نور: إذا شعرت بشيء غير مريح، عليك أن تكون شجاعًا وتقول “لا”، وابتعد عن المواقف التي تجعلك تشعر بعدم الأمان.
