المعذبون بالفيس بوك
كتب الفنان/ مفيد عاشور
مع الاعتذار لعميد الأدب العربي د. طه حسين فى استعارة عنوان روايته المعذبون فى الأرض .
وعذابى ليس فى الأرض ولكنه فى هذا الفضاء الأفتراضى .
منذ فترة طالت ، وفى بعض الأحيان استطالت ، لاحظت أنى كثيرا ماتمتد يدى إلى الموبايل ، وتتلمس أصابعى برقة متناهيه تلك العلامه الزرقاء التى تحمل إشعار الفيس بوك ، أو الخضراء التى تحمل إشعار الواتس آب ، ويمضى الوقت ، بل يُسرقُ منى دون أن أدرى ، وكأنى مخدر .
مره … فى مره..الآلاف المرات ، وأكتشفت أنى صرت عبدا من عبيد هاتين العلامتين الشهيرتين ، ومش كده وبس .. بل صرت أتناولها كجرعة إدمان على أوقات متفاوته من اليوم ، وكأنى صرت مدمنا .!!!
لقد تمكن منى فيروس العلامه الزرقاء والخضراء إلى درجة فاقت الإدمان ، سميها مؤقتا ( اللوثه الزرقاء المخضره ) ، لحد أما نشوف توصيفها من وجهة نظر علم النفس أيه ؟
قلت لنفسي :
لابد لك أن تتعافى من هذا الإدمان الزرقاوى المخضر ، وخصوصاً أن هناك وقتا كثيرا يضيع بين صفحاته ، وكأن هذه الصفحات ، تخرج لك لسانها وهى تمتص أيامك ودقائقك وساعاتك !!!! …وكلها من عمرك ياحلو …. طب مانعمل حاجه تانيه أفيد .
ولهذا قررنا متضامنين ، أنا و نفسي ، أن نتعافى من هذا الإدمان ..
من معى من الأصدقاء فى هذا الأقتراح حفظا لأوقاتنا الثمينه ، واعمارنا المستباحه بفعل هذا الفضاء والفناء .