مقالات

حمدي رزق يكتب: المفتى علام فى الهند (2)

حمدي رزق يكتب: المفتى علام فى الهند (2)

حمدي رزق يكتب: المفتى علام فى الهند (2)
حمدي رزق

النجاح الذى صادف رحلة مفتى الجمهورية الدكتور «شوقى علام» إلى الهند، والذى لفت شبكة «CNN» ومنصات إخبارية شتى.

النجاح يغرى بالمزيد من الرحلات الروحية لشيوخ المؤسسة الدينية الرسمية إلى عواصم بعيدة يحملون رسالة سلام مصرية، ويؤذنون بوسطية الإسلام وفق منهج المؤسسة الأزهرية العريقة.

زيارات القيادات الدينية خارجيًا تكمل دور الدبلوماسية المصرية حول العالم، المؤسسة الدينية من القوى الناعمة التى تشكل رافدًا للدبلوماسية، ترسم صورة وطن وتلونها بألوانها الطبيعية، سلام وأمن ووسطية، تكتمل اللوحة زاهية فى العيون.

القعود عن مثل هذه الرحلات الدينية تولٍّ ليس من المصلحة الوطنية فى شىء، ترك الساحات خالية يشغلها المتطرفون بحكيهم البغيض، يشوهون صورة الإسلام بتطرفهم، ويسيئون للدين بعنصريتهم، وينفثون سمومهم حقدًا على الوطن فى منافيهم البعيدة.

القعود يغرى بالاستباحة، يُطمع الذى فى قلبه مرض، تخيل كيف أقلق الدكتور شوقى علام بزيارته اللندنية «طيور الظلام»، فخرجت من جحورها مذعورة، وكانت مواجهة انتصر فيها الحق على الباطل.

احتشدوا للمفتى فى الطرقات، وهتفوا ضد مصر فى الميادين، وخرجت منصاتهم الشريرة بفاسد القول لإجهاض الزيارة، ولكنه خطب فى البرلمان الإنجليزى (أعرق البرلمانات)، وفى جامعة أكسفورد العريقة، ولم يخش ولم يهادن ولا تراجع خطوة بثقة المؤمن بربه المخلص لقضيته فى تجديد الخطاب الدينى وفق منظور المؤسسة الدينية الأزهرية المصرية العريقة.

وحدث فى الهند ما يرفع الرؤوس، وخطب فضيلته من على المنبر فى 300 ألف مصلٍّ داعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وقولوا للناس حسنًا، كلموهم طيبًا، ولينوا لهم جانبًا، والمفتى لين سمح، داعٍ إلى الله.

مستوجب ومن موجبات الأمن القومى المصرى مواصلة رحلات قيادات المؤسسة الدينية إلى آسيا وأوروبا وإفريقيا، أوروبا تتطلع لحوار الأديان، وآسيا تتشوق للعمامة الأزهرية، وإفريقيا تنتظر مدادًا أزهريًا يكمل رسالة المراكز الإسلامية المصرية التى تشكل مراكز إشعاع إسلامى وسطى معتدل.

الأزهر وشيوخ المؤسسة الدينية مدعوون لحمل رسالة مصر إلى العالم، زمنًا تخلينا دون خيال سياسى محلق عن استثمار القوى الناعمة فى طرق الأبواب، وسبقنا كثيرًا لملء الفراغ، وسيطرت مراجع دينية غير مصرية على معظم المراكز الإسلامية حول العالم، وشهلوها لخدمة أغراضهم المذهبية والسياسية، ومن على منابرها استباحوا العالم بفقه متصحر من القيم الإسلامية العليا، ومقاصد الشرع الشريف.

كادوا، من الكيد، فى منافيهم للمؤسسة الدينية المصرية وعلمها الأزهر الشريف، ومع غيبة العمامة الأزهرية طويلًا خلت الساحة لهم، فعاثوا فيها فسادًا.

النجاح اللافت لزيارة فضيلة المفتى إلى بريطانيا والهند والبوسنة تغرى بزيارات هى فى حكم الأولويات، وإفريقيا أولًا، القارة السمراء تستحق اهتمامًا مضاعفًا، ودول إفريقيا تتشوق للعمامة الأزهرية، وليت الإمام الأكبر الدكتور الطيب «أحمد الطيب» يرعى مثل هذه الزيارات الروحية، ويترأسها ما أمكن، وعلى فضيلة المفتى مواصلة مهمته الجليلة حول العالم.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى