عاجلعالم الفن

إسماعيل عبد الحافظ.. مخرج الهوية المصرية ورفيق أسامة أنور عكاشة

إسماعيل عبد الحافظ.. مخرج الهوية المصرية ورفيق أسامة أنور عكاشة

إسماعيل عبد الحافظ

في مثل هذا اليوم 13 سبتمبر، تمر الذكرى الـ13 على رحيل المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ، أحد أبرز صنّاع الدراما المصرية، الذي غرس في وجدان الناس ملامح الهوية المصرية الأصيلة، وصاغ مع السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة ثنائية درامية لن تتكرر، قدّمت للشارع المصري مرآته على الشاشة، وبقيت أعمالها خالدة حتى اليوم.

التقرير المعاد الصياغة:
وُلد إسماعيل عبد الحافظ في 15 مارس 1941 بمحافظة كفر الشيخ، ونشأ في أسرة ميسورة الحال. ورغم عشقه المبكر للتصوير والإخراج، أصر والداه على أن يُكمل دراسته الجامعية أولًا. التحق بكلية الآداب بجامعة عين شمس، قسم اللغات الشرقية، وتخرّج منها بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف.

بعد التخرج، رفض عبد الحافظ العمل معيدًا بالجامعة، وفضّل الالتحاق بالتليفزيون المصري في مبنى ماسبيرو عام 1963، حيث بدأ مشواره مساعدًا في مراقبة الأطفال، ثم انتقل لاحقًا إلى مراقبة المسلسلات عام 1965، وهي المحطة التي انطلقت منها مسيرته الحقيقية.

في سنواته الأولى، شارك في إخراج عدد من الأعمال البسيطة مثل إسماعيل ياسين دكتور (1964) و الناس والفلوس (1969)، قبل أن تتفتح موهبته ويُقدم أعمالًا بارزة مثل رأس القط (1980)، شجرة الحرمان، وأيوب البحر (1982)، التي حققت نجاحًا كبيرًا وأكدت موهبته.

التحول الأبرز في مسيرته جاء عندما التقى بالسيناريست أسامة أنور عكاشة، حيث شكلا معًا ثنائيًا فنيًا أصبح علامة بارزة في الدراما المصرية. قدما معًا مسلسلات رسخت في وجدان المشاهد مثل: الشهد والدموع، ليالي الحلمية، الوسية، خالتي صفية والدير، العائلة، امرأة من زمن الحب، وحدائق الشيطان. هذه الأعمال لم تكن مجرد دراما، بل كانت لوحة اجتماعية وإنسانية عكست تفاصيل الحياة المصرية بكل شرائحها.

على الصعيد الشخصي، تزوج إسماعيل عبد الحافظ من سيدة من خارج الوسط الفني، وأنجب الفنان محمد عبد الحافظ، الذي سار على خطى والده وشارك في العديد من الأعمال الدرامية.

رحل إسماعيل عبد الحافظ صباح الخميس 13 سبتمبر 2012 عن عمر ناهز 71 عامًا في العاصمة الفرنسية باريس بعد صراع قصير مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا يزيد عن 44 عملًا دراميًا أصبحوا جزءًا من الذاكرة الجماعية للمصريين.

لقد كان إسماعيل عبد الحافظ أكثر من مجرد مخرج؛ كان صاحب رؤية، وحامل رسالة، ومؤسسًا لهوية درامية مصرية ما زالت تعيش في قلوب الناس حتى اليوم.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى