إحالة ولي أمر إلى الجنايات بتهمة محاولة التعدي على طفلة داخل مدرسة ابتدائية بالوراق

أحالت النيابة العامة، اليوم الإثنين، ولي أمر تلميذة ويعمل جزارًا، إلى محكمة الجنايات، على خلفية اتهامه بمحاولة التعدي على طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات داخل مدرسة ابتدائية بحي الوراق بمحافظة الجيزة، في واقعة أثارت حالة من القلق والغضب بين أولياء الأمور.
تعود تفاصيل الواقعة إلى نحو أسبوعين، حين خرجت الطفلة «نجلاء» كعادتها صباحًا لترافق شقيقتها الصغرى «مريم» إلى مدرستهما المشتركة، حيث يختلف نظام حضور كل منهما. وقالت والدة الطفلة في شهادتها: «بنتي الكبيرة بتوصل أختها كل يوم، وده بيخليني أطمن، لكن اليوم ده رجعت مرعوبة، هدومها متلخبطة وشعرها مقطوع من قدام، وكانت مش قادرة تتكلم».
وبحسب ما أفادت به الطفلة لوالدتها، فإن المتهم استوقفها عند بوابة المدرسة، وطلب منها تنفيذ بعض الأمور بحجة توصيل أغراض لابنته، قبل أن يصطحبها إلى أحد الأدوار العلوية في المدرسة. هناك، لاحظت الطفلة تغيرًا في سلوكه وصوته، ما أثار فزعها، لكنها تمكنت من الهروب ومغادرة المكان في حالة نفسية سيئة.
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة التي هزت المجتمع المحلي، مع التأكيد على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لضمان محاسبة المتهم وحماية حقوق الأطفال داخل المؤسسات التعليمية.
التحقيقات تكشف تفاصيل هتك عرض طفلة في مدرسة الوراق
«هي بتحكيلي بتقول: حسيت إني مش مرتاحة، بس كنت خايفة أقول لأ، هو اتكلم معايا كأن الموضوع عادي، بس لما طلعنا فوق حسيت إنه مش طبيعي».
وفي أثناء تواجدها في الطابق العلوي، بحسب أقوالها، حاول المتهم أن يمنعها من النزول مجددًا، تقول والدتها: «نجلاء قدرت تفلت منه، جريت على مدرس أختها، وحكتله بسرعة، والمدرس تدخّل وطرده بره المدرسة».

عندها، لجأت الطفلة إلى إحدى المعلمات، التي استمعت لها وقد بدت عليها علامات الارتباك الشديد، وتقول الأم: «قالت للميس إن الراجل طلب منها تعمل حاجة مش مفهومة، وإنه كان بيكلمها بطريقة خلتها تخاف، المدرسة ما استوعبتش في البداية، بس لما فهمت الموقف صرخت، وكان هو ساب المكان ومشي».
اتصلت الطفلة بوالدتها، التي أسرعت إلى المدرسة لتجد ابنتها في حالة من الانهيار. «كانت بتبكي، ووشّها مش طبيعي، وأنا مش فاهمة حاجة، بس حسيت إني لازم أتصرف بسرعة. اتصلت بالنجدة، والشرطة وصلت خلال وقت قصير جدًا».
محاكمة ولي أمر الطفلة نورهان بتهمة الاعتداء الجسدي والجنسي
وبعد الاستماع إلى أقوال الطفلة والشهود، وتوثيق ملابسات الواقعة، أُلقي القبض على المتهم وعُرض على النيابة العامة، التي قررت حبسه احتياطيًا على ذمة التحقيقات، لاحقًا، واجه المتهم عدة اتهامات، من بينها الشروع في التعدي على طفلة داخل منشأة تعليمية، واستغلال موقعه كولي أمر في الوصول إلى المجني عليها، وهو ما دفع النيابة لإحالته إلى محكمة الجنايات.
خلال جلسات التحقيق، واجهت النيابة المتهم بتفاصيل الرواية وأقوال الشهود، إلى جانب تقرير مبدئي عن حالة الطفلة النفسية. وتشير والدة الضحية إلى أن المتهم أنكر في البداية محاولته إيذاء الطفلة، لكنه لم يقدّم تفسيرًا واضحًا لتصرفاته أو سبب تواجده معها في الطابق غير المخصص للأهالي.
تقول الأم إن ما حدث لابنتها لم يترك أثرًا جسديًا فقط، بل هزّ الإحساس بالأمان داخل الأسرة الصغيرة. «من ساعتها، نجلاء مش بتقدر تنزل من البيت، بتنهار كل ما تشوف راجل لابس شبهه، أختها الصغيرة كمان بقت تنام على رجلي، وتصحى تصرخ».
وتتابع بصوت منخفض: «أنا بشتغل خدامة، وببيع خضار، علشان أربيهم كويس وأوفّر لهم تعليم محترم، كل ده علشان يبقوا في أمان، ويحققوا أحلامهم. دلوقتي مش عايزين يروحوا المدرسة».
في النيابة، وفقًا للأم، حاولت زوجة المتهم الحديث معها للتنازل، لكنها رفضت تمامًا. «قالتلي: حاولي تتنازلي. رديت عليها: لو ده حصل لبنتك، كنتِ هتتنازلي؟ سكتت».





