في ذكرى ميلاده.. يوسف السباعي الأديب الذي دفع حياته ثمنًا للسلام

كتبت: دنيا أحمد
تحل اليوم، 17 يونيو، ذكرى ميلاد الأديب والمفكر المصري الكبير يوسف السباعي، الذي وُلد عام 1917 في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، وترك بصمة خالدة في الأدب العربي والثقافة المصرية، قبل أن يُغتال غدرًا في قبرص عام 1978 على يد إرهابيين، بسبب مواقفه الداعمة للسلام.
عرف السباعي بقدرته الفريدة على الدمج بين العمل العسكري والإبداع الأدبي، حيث تخرج في الكلية الحربية وانضم إلى سلاح الفرسان، وكان له دور في تأسيس سلاح المدرعات في مصر. ومع ذلك، اتجه منذ الأربعينيات نحو الأدب، وكتب عشرات الروايات التي لاقت رواجًا كبيرًا، مثل “إني راحلة”، و”رد قلبي”، و”نحن لا نزرع الشوك”، والتي تحولت إلى أفلام خالدة في تاريخ السينما المصرية.

شغل السباعي عدة مناصب ثقافية بارزة، منها رئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف الكبرى، كـ”روز اليوسف” و”آخر ساعة” و”الأهرام”، وتقلد منصب وزير الثقافة عام 1977، كما كان نقيبًا للصحفيين وأمينًا عامًا لمنظمة التضامن الأفرو-آسيوي.
كانت مواقفه الداعمة للسلام، خاصة بعد مشاركته في زيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلى القدس، سببًا في استهدافه. ففي 18 فبراير 1978، اغتيل السباعي في العاصمة القبرصية نيقوسيا أثناء حضوره مؤتمرًا دوليًا، في حادثة هزّت مصر والعالم العربي، وأكدت أن الكلمة أحيانًا تكون أقوى من الرصاص.

في ذكرى ميلاده، يظل يوسف السباعي نموذجًا نادرًا للمثقف الذي آمن بالكلمة وبالحوار، وكتب للناس وأحب الوطن حتى آخر لحظة من حياته.





