بشرى تحتفل بعيد ميلادها الـ44.. فنانة جمعت بين الغناء والتمثيل والإعلام وخلقت لنفسها مسارًا فنيًا فريدًا
كتبت / مايسة عبد الحميد
بملامحها الهادئة وكاريزمتها الخاصة وصوتها المميز، استطاعت الفنانة بشرى أن تكتب اسمها بحروف من نور في سجل النجمات المتعددات المواهب. في يوم ميلادها الـ44، تستعيد الساحة الفنية مشوار فنانة استثنائية جمعت بين الذكاء الفني، والاستقلال الشخصي، والجرأة في الاختيار، لتصبح واحدة من أبرز رموز الفن الحديث في مصر والعالم العربي.
ولدت الفنانة بشرى أحمد عبد الله رزق في مدينة كامبريدج البريطانية في 5 أكتوبر 1981، قبل أن تنتقل إلى القاهرة في طفولتها، حيث نشأت في بيت يقدّر العلم والثقافة؛ فوالدها أستاذ في العلوم السياسية، ووالدتها مستشارة في التنمية البشرية وناشطة في مجال حقوق المرأة.
عاشت بشرى طفولة مليئة بالتحديات بعد انفصال والديها، واختارت أن تعيش مع والدتها حتى قررت في الثالثة والعشرين من عمرها أن تبدأ رحلتها نحو الاستقلال الذاتي، بخطوة جريئة تركت من خلالها المنزل لتعتمد على نفسها، وسط دعم وتشجيع من والدتها التي آمنت بقدراتها.
تزوجت بشرى من المهندس الكيميائي عمر رسلان الذي يعمل في فرنسا، وأنجبت منه طفلين هما إسماعيل وليلى.
منذ صغرها، ارتبطت بشرى بالموسيقى، حيث تعلمت العزف على البيانو والجيتار، وقدمت بعض الأغاني عبر الإذاعة المصرية قبل أن تلتحق بـ معهد الموسيقى العربية. واكتشفتها الراحلة رتيبة الحفناوي التي رشحتها للغناء ضمن فرق دار الأوبرا المصرية، لتبدأ مشوارها الفني كمطربة قبل أن تتجه إلى التمثيل.
انطلاقتها الحقيقية كانت عبر شاشة التلفزيون من خلال البرنامج الكوميدي الشهير “شباب أون لاين” عام 2002، الذي جمعها بأسماء شابة أصبحت اليوم من نجوم الصف الأول مثل أحمد الفيشاوي وأمير كرارة ولقاء الخميسي.
أما في السينما، فقد خطفت الأنظار في فيلم “إسكندرية نيويورك” للمخرج الكبير يوسف شاهين، لتؤكد قدرتها على الأداء المركب والتمثيل الراقي.
قدّمت بشرى بعد ذلك سلسلة من الأعمال السينمائية الناجحة، منها: عن العشق والهوى، العيال هربت، فتح عينيك، أنا مش معاهم، الحكاية فيها منّه، جدو حبيبي، مستر آند مسز عويس، مش رايحين في داهية.
كما صنعت حالة مختلفة في العالم الرقمي بمشاركتها في بطولة فيلم تايتانيك النسخة العربية إلى جانب شادي سرور، الذي حقق أكثر من 7 ملايين مشاهدة على “يوتيوب”، كأول تجربة من نوعها في السينما الإلكترونية المصرية.
وفي الدراما التلفزيونية، تألقت بشرى في أعمال مميزة مثل: تفاحة آدم، العمة نور، يا ورد مين يشتريك، لحظات حرجة، العملية ميسي، رياح الغدر، لقاء على الهواء، لتؤكد مرة أخرى أنها فنانة لا تعرف التكرار.
بشرى ليست مجرد فنانة متعددة المواهب، بل امرأة قوية وواعية اختارت طريقها بثقة وإصرار، وأسست مسيرة فنية قائمة على الثقافة، والنضج، والإبداع، لتصبح نموذجًا للفنانة المصرية العصرية التي تجمع بين الأصالة والتجديد.
