في ذكرى وفاته الـ53.. إسماعيل ياسين “المضحك الحزين” الذي صنع البهجة من الألم

كتابة / دنيا أحمد
في مثل هذا اليوم، 24 مايو، وقبل 53 عامًا، ودّعت مصر والعالم العربي واحدًا من أعظم رموز الكوميديا في تاريخ الفن، الفنان الراحل إسماعيل ياسين، الذي رحل عن عالمنا عام 1972 إثر أزمة قلبية، تاركًا إرثًا فنيًا استثنائيًا تجاوز حدود الضحك ليصبح جزءًا أصيلًا من الذاكرة الثقافية المصرية والعربية.
ولد إسماعيل ياسين إسماعيل علي نخلة في 15 سبتمبر 1912 بمدينة السويس، وعاش طفولة صعبة بعد وفاة والدته وسجن والده وتدهور أوضاع أسرته المادية. ترك الدراسة مبكرًا ليبدأ رحلة كفاح شاقة في الشارع، عمل خلالها في مهن متواضعة، قبل أن يشق طريقه نحو الفن، مدفوعًا بحبه للغناء وأغنيات محمد عبد الوهاب.

رحلته الفنية بدأت كمونولوجيست في ملهى بديعة مصابني، حيث سطع نجمه في فن المونولوج الساخر، بدعم من صديقه وشريك مسيرته، المؤلف أبو السعود الإبياري، الذي ظل رفيق دربه حتى النهاية. بعدها دخل إسماعيل ياسين عالم السينما عام 1939 بفيلم خلف الحبايب، ولفت الأنظار بدوره في عدد من الأفلام الثانية حتى منحه المنتج والمخرج أنور وجدي فرصته الكبرى في البطولة بفيلم الناصح عام 1949.
وبفضل روحه الكوميدية الفريدة وقدرته على تحويل ملامحه العادية إلى مصدر للضحك والسخرية، أصبح نجم الشباك الأول في الخمسينيات، وهي الحقبة الذهبية التي شهدت إنتاج أكثر من 166 فيلمًا له، بينها سلسلة شهيرة حملت اسمه مثل: إسماعيل ياسين في الجيش، في الطيران، في مستشفى المجانين، وغيرها من الأعمال التي لا تزال تُعرض وتُضحك الأجيال حتى اليوم.

ورغم شهرته الكبيرة ونجاحه الفني، عاش إسماعيل ياسين سنواته الأخيرة في صمت وألم، بعد تراجع أدواره وتغير ذوق الجمهور، حتى توفي قبل أن يكمل مشاهده في أحد أفلام نور الشريف. لذا لُقّب بـ”المضحك الحزين”، لأنه أضحك الملايين بينما أخفى خلف الضحك معاناة إنسانية عميقة.
في ذكراه، لا يزال اسم إسماعيل ياسين حيًا في وجدان الجمهور، وصوته وضحكته جزءًا لا يُنسى من تاريخ الكوميديا المصرية، التي صاغ ملامحها بطريقته الخاصة، ليبقى واحدًا من القلائل الذين استحقوا أن يُقال عنهم: الضحك الذي لا يُنسى.







