تأثير النوم على جودة الحياة
كتبت: عبير منطاش
النوم ضرورة حتمية للإنسان كما هو لجميع الحيوانات الراقية؛ هو ردة فعل طبيعية للجسم المصاب بالارهاق ليحصل على حاجته من الراحة واستعادة النشاط.
ما هو النوم؟
فالنوم هو التوقف عن اليقظة والنشاط وانعدام التوجيه، وهو الإنتقال من الوعي إلى اللاوعي والانزلاق إلى عالم مجهول تختفي فيه الأعباء والمسؤوليات.
وهذا ما يجعلنا نفهم لماذا يحاول الكثيرين الهروب إلى النوم، ولماذا يعاني كثير من الناس من النوم المضطرب لأنهم لا يتوقفون عن التفكير فيما فعلوه أثناء النهار.
ماهو النوم الكافي؟
لايوجد إتفاق بين الباحثين حول ماذا يعني (النوم الكافي) وإنما يدور الكلام حول كمية النوم التي تجعلك تشعر أنك فيزيائيا وذهنيا في أحسن أحوالك.
من البديهي أن الحاجة للنوم تختلف من فرد لآخر فاحتياجات الطفل تختلف عن احتياجات الشيخ، ونوم العامل اليدوي يختلف عن نوم العامل المثقف.
وذلك لأن أجزاء معينة من الجسم تتعب بأسهل مما تتعب من أجزاء أخرى.
كذلك فإن الكثير يعتمد على المزاج، فالشخص المشدود الأعصاب مثلا يحتاج لمزيد من النوم من غيره لأنه يعمل بسرعة أكبر منهم.
لماذا النوم في الليل؟
النوم المثالي للشخص البالغ العادي الصحة هو أن يأوي إلى الفراش ما بين الساعة العاشرة والنصف والحادية عشر مساء، ويستيقظ ما بين السادسة والنصف والسابعة صباحا.
وأفضل مثال للنوم هو نوم الحيوانات وسكان الريف لأنهم يعيشون شديدي الالتصاق بالطبيعة متبعين إيقاعاتها.
إن الحياة المدنية الحديثة بضوضائها وملاهيها ، التلفزيون والموبايل لم تعد تساعد على الاسترخاء والراحة.
أن النوم مبكراً والاستيقاظ قبل شروق الشمس يفيد في:
افراز الهرمونات والاستفادة منها بشكل كبير وخاصة هرمون الميلاتونين حيث يواجهة الشيخوخة المبكرة، ويحمي الجسم
من التلف، ويقوم بحماية الجسم من الخلايا السرطانية، وينشط جهاز المناعة وغيرها من الفوائد التي لا تعد ولا تحصى.
قد يكون طعامك صحيا وتمارس الرياضة ولكن لا تأخذ قسطا كافيا من النوم فذلك يعرض حياتك للمخاطرة.
أشارت دراسة بجامعة شيكاغو إلى أن قلة النوم تسرع عملية الشيخوخة، وقال البروفيسور إيفين كارتر أن عملية النوم تؤثر على معظم هرمونات الجسم بشكل عام وليس على الدماغ فقط.
لذلك علينا أن تنتبه لهذه الحقيقة أن النوم الجيد لا يقل أهمية عن نظام الغذاء الصحي والاهتمام بالرياضة للننعم بحياة صحية متوازنة من جميع الجوانب.