“تسبب زوجها في شهرتها وفشلها والتدخين دمرها”… في ذكرى رحيل زيزي البدراوي
كتبت مادونا عادل عدلي
هي واحدة من أهم نجمات العصر الذهبي للسينما، فمنذ ظهور الفنانة زيزي البدراوي بأدوار الفتاة المغلوبة على أمرها مرورًا بالعديد من الأنماط الأخرى وهي تبرز موهبة فذة في استحضار الشخصيات المختلفة.
هي فدوى جميل البيطار والتي أسماها المخرج الراحل حسن الامام زيزي على اسم ابنته، اكتشفها فنيًا المخرج عز الدين ذوالفقار في عام 1957 وقدمها في «بورسعيد» بدور صغير لا يُذكر، أما الإمام فقد أعاد اكتشافاها منذ فيلمها الثاني «عواطف» عام 1958 وحتى العديد من الأعمال التي قدماها بعد ذلك.
تزوجت زيزي البدراوي من المخرج عادل صادق، بعد أن تعارف عايها من خلال فيلم «حبي في القاهرة» مع المطرب اليمني أحمد قاسم، الذي خاض تجربة التمثيل والإنتاج لأول وآخر مرة، ولكنها اشترطت ألا يقبلها أحد في الفيلم وهو ما اعترض عليه قاسم مازحًا، بينما أيدها صادق مسرورًا ومؤكدًا «الفيلم كله أدب واحتشام».
وخلال الاتفاق على الفيلم اقترب العاشقان من بعضهما، خاصة لحظة قراءة مشاهد الوله والغرام المسطورة بالسيناريو، وذات مرة تلعثم صادق في كلماته وفجأة وضع الاسكربت أمامه ونظر إلى زيزي معترفًا بغرامه.
ولم تمض أيام قليلة إلا وتم عقد قران زيزي البدراوي على المخرج عادل صادق وقبل أن يضعا القلم جانبًا قاما بتوقيع عقد الفيلم، وخلال تصوير أحد المشاهد الرومانسية بين زيزي وبطل الفيلم أحمد قاسم، نسي الأخير شرطها ومال عليها محاولًا تقبيلها.
وهنا بدأ الزوج بقول له «ستووب.. ستوووب»، ولكن بعد محاولات مضنية وبطلوع الروح اقتنع المخرج بضرورة القبلة وتم الانتهاء من المشهد، ولكن الفيلم لم يلق نجاحًا مذكورًا واختتمت مسيرة الفنان اليمني قبل بدئها.
استطاعت زيزي البدراوي، أن تلفت الأنظار بقوة، وتوالت عليها الأدوار القوية، لتجد نفسها تقف أمام عمالقة التمثيل في ذلك الوقت مثل صلاح ذوالفقار، شكري سرحان، يوسف شعبان عبدالحليم حافظ وأحمد رمزي.
ونافست زيزي البدراوي نجمات السينما في ذلك الوقت: سعاد حسني ونادية لطفي، وتحملت عبء البطولة المطلقة في العديد من الأعمال منها “حب حتى العبادة، سجين الليل، البنات والصيف”.
وبقدر النجاح في السينما، توهجت في التلفزيون وشاركت في بطولة نحو 80 مسلسلا أشهرها: ليالي الحلمية الجزء الرابع، لحظات حرجة، غريب الدار، يا ورد مين يشتريك، المال والبنون، وعسكر وحرامية.
وقالت عن التجربة الاولى من زواجها إنها ندمت على زيجتها الأولى، لكونها لم تفكر جيدًا قبل الزواج ولهذا كان مصيره الفشل.
عُرِف عن الفنانة زيزي البدراوي حبها الشديد للتدخين، الأمر الذي أثر على حياتها الصحية وجعل سرطان الرئة يحتل جسدها.
وبمرور الوقت، ومع التقدم في العمر، ساءت حالة زيزي البدراوي، وأصيبت بالشلل الرعاش، وظلت عدة سنوات حبيسة منزلها لا تغادره، حتى وافتها المنية في 31 يناير 2014.