ذكرى هجرة الرسول.. دروس خالدة تهدي البشرية معاني الصبر والتضحية
كتبت / نهى مرسي
تحل على الأمة الإسلامية في هذه الأيام المباركة ذكرى هجرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهي ذكرى تحمل في طياتها معاني عظيمة ودروسًا خالدة، إذ لم تكن مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل كانت بداية لتأسيس دولة الإسلام، التي قامت على مبادئ العدل والرحمة والمساواة.
وتأتي الهجرة النبوية الشريفة كتجسيد عملي لمعاني الصبر والثبات والإيمان، فقد واجه الرسول وأصحابه الكرام الكثير من التحديات والاضطهاد في مكة، لكنهم تمسكوا بعقيدتهم، فكانت الهجرة بمثابة انطلاقة جديدة لنشر رسالة الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية، ومنها إلى العالم كله.
ويعتبر المؤرخون أن الهجرة تمثل نقطة فاصلة في تاريخ البشرية، حيث انتقل المسلمون من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة بناء مجتمع قوي قائم على الأخوة والتعاون. كما أنها كانت بداية لتقويم التاريخ الهجري الذي أصبح رمزًا للهوية الإسلامية، وشاهدًا على وحدة الأمة.
وفي هذه الذكرى العطرة، يتذكر المسلمون في كل مكان القيم التي أرساها الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي مقدمتها التضحية في سبيل المبدأ، ونصرة الحق، والتوكل على الله، إلى جانب أهمية العمل الجماعي ووحدة الصفوف.
إن ذكرى الهجرة ليست مجرد حدث تاريخي نحييه كل عام، بل هي رسالة متجددة للأمة لتستلهم من مسيرة النبي الكريم ما يعينها على مواجهة التحديات الراهنة، والسير على خطى من سبقوا في سبيل إعلاء كلمة الحق ونشر السلام والرحمة بين الناس.
