لام شمسية … كلاكيت عاشر مرة

كتبت … علا هويدي
التحرش بالأطفال جريمة خطيرة تهدد أمن الطفولة وسلامتها النفسية والجسدية. ومع ازدياد الوعي المجتمعي، تبرز الحاجة لتوفير أدوات فعالة وواقعية للوقاية من هذا الخطر، وتثقيف الأطفال دون ترهيبهم. الوقاية تبدأ من البيت، وتُبنى بالتدريج عبر التواصل، الفهم، والتدريب السليم.
التحرش هو أي سلوك غير مرغوب فيه يُوجَّه للطفل بهدف استغلاله جسدياً، نفسياً أو جنسياً، وقد يشمل:
• اللمس غير المناسب
• الكلمات أو الإيحاءات الجنسية
• النظرات المريبة
• عرض صور غير لائقة
• طلب الكتمان أو التهديد
و لكي نقى ابناؤنا من هذا التهديد … ينبغي ان نتبع خطوات حياتية هامة
1. بناء الثقة بين الطفل والوالدين
• امنح الطفل شعورًا بالأمان عند الحديث عن مشاعره وتجربته.
• استمع له دون مقاطعة، ولا تسخر من كلماته أو تخوّفه.
• شجعه أن يخبرك بأي شيء يقلقه، مهما بدا بسيطًا.
2. تعليم الحدود الجسدية
• علّمه أن جسده ملك له، وله كامل الحق في رفض أي لمس غير مريح.
• استخدم مصطلحات صحيحة لأعضاء الجسم لتقليل الغموض أو الخجل.
• درّبه على الفرق بين “اللمسة الآمنة” و”اللمسة غير الآمنة”.
3. التدرّج في التوعية حسب العمر
من 3 إلى 6 سنوات:
• استخدام الحكايات والرسوم الكرتونية لتوصيل المفاهيم.
• اللعب التمثيلي (مثل: ماذا تفعل إذا حاول أحد لمسك؟).
• تعليم الرفض: قول “لا”، الابتعاد، إخبار الأم أو الأب.
من 7 إلى 9 سنوات:
• توضيح الخصوصية والحدود بلغة بسيطة.
• التحدث عن “الأسرار الجيدة” و”الأسرار المؤذية”.
• تمارين التفاعل: من هو الصديق الآمن؟ كيف أطلب المساعدة؟
من 10 إلى 12 سنة:
• تعريف واضح للتحرش (بالنظر، بالكلام، باللمس).
• التوعية بخطورة الرسائل أو الصور غير اللائقة.
• تعليم الاستجابة الذكية: رفض، حظر، إبلاغ.
كما يجب اتباع خطوات و طرق هامة مع الابناء للتوعية :
1. خريطة الجسم الآمن
رسم توضيحي يُلّون فيه الطفل المناطق الخاصة التي لا يجوز لأحد لمسها أو رؤيتها.
2. بطاقات “الموقف والرد”
بطاقات تحتوي مواقف مثل:
• “شخص غريب عرض عليك حلوى وطلب ألا تخبر أحدًا”.
• “مدرب طلب مقابلتك وحدك بعد التمرين”.
ويُطلب من الطفل الرد المناسب، ومناقشة السبب.
3. لعبة الصديق الآمن
يسمّي الطفل أشخاصًا يثق بهم ويمكنه اللجوء إليهم في حال شعر بالخطر.
4. تمثيل الأدوار
محاكاة مواقف واقعية بين الطفل والوالد، لتدريبه على الرفض والتصرف السليم.
و من الهام تكاتف الجهود المحيطة لحماية ووقاية الابناء من هذا التهديد
1. الأسرة
• عدم تعريض الطفل للإحراج الجسدي أو الإجباري (مثل التقبيل أو المعانقة).
• الرقابة غير الخانقة على استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية.
• التأكد من سلامة البيئة المحيطة (المدرسة، النادي، الأقارب).
2. المدرسة
• إدراج برامج توعوية ضمن الأنشطة.
• تدريب المعلمين على ملاحظة علامات التحرش.
• فتح قنوات تواصل آمنة بين الطالب والمختص النفسي.
3. المجتمع
• تشجيع حملات التوعية الإعلامية.
• تعزيز ثقافة الإبلاغ وعدم التستر.
• تشديد العقوبات القانونية الرادعة للمتحرشين.
و من الهام ايضا الانتباه لبعض المؤشرات السلوكية مثل :
• تغييرات مفاجئة في السلوك (انطواء، غضب، خوف من أشخاص معينين).
• اضطرابات النوم أو التبول الليلي.
• الاهتمام الزائد أو الغريب بالأمور الجنسية.
• كدمات أو إصابات غير مبررة.
في حال ظهور هذه المؤشرات، يجب التعامل بهدوء، وسرعة التوجه لاختصاصي نفسي أو حماية الطفل.
كيفية التعامل مع حالة تحرش فعلية
1. الحفاظ على هدوء الطفل وعدم لومه.
2. توفير بيئة آمنة للحديث والكشف عن التفاصيل.
3. إبلاغ الجهات المختصة فورًا (الشرطة، خط نجدة الطفل).
4. تقديم الدعم النفسي والمتابعة الطبية حسب الحاجة.
ختاما … الوقاية من التحرش مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة وتمتد إلى المدرسة والمجتمع. لا نقي أطفالنا بالصمت، بل بالوعي، بالحب، وبالتواصل المستمر. فالخطر الحقيقي ليس في كلمة “تحرش”، بل في تجاهلها أو السكوت عنها.
“أنت جزء من الحل! شاركنا تجربتك أو رأيك في كيفية مواجهة التحرش. هل لديك قصة عن تحرش واجهته؟ أو لديك أفكار حول كيفية حماية المجتمع من التحرش؟ تفاعل معنا في التعليقات أدناه وكن جزءًا من التغيير نحو مجتمع أكثر أمانًا للجميع.”






