مقالات

كن كما أنت … ولا تعتذر عن وضوحك …

كن كما أنت … ولا تعتذر عن وضوحك …

أرشيفية

كتبت : علا هويدي

هل سبق أن لاحظت أن الناس يعاملونك بشكل مختلف؟
قد تكون أنت الشخص الأكثر لطفًا واحترامًا، لكنك تجد نفسك الأقل راحة، وكأنك لا تُقدَّر كما ينبغي.

قد تتساءل: لماذا لا يُعاملني البعض كما أُعاملهم؟
الجواب: لأن البعض لا يرى إلا الصورة التي تُقدِّم بها نفسك، لا ما تخفيه من طيبة أو احترام.
والناس يتعاملون معك بحدودك التي ترسمها، لا بنيّاتك الطيبة التي لا يراها أحد.

لا أحد يراك بوضوح إن لم تكن واضحًا.
لا أحد يحترمك كما تستحق إن كنت دائم التبرير، دائم التنازل، دائم الاعتذار.
كل “أنا آسف” لا محل لها، تسحب من رصيدك أكثر مما تعتقد.
كل محاولات التوضيح المفرطة تعكس ترددًا أكثر مما تعكس صدقًا.

اعلم أن الناس لا يقدّرون النوايا، بل يقرؤون الرسائل التي ترسلها لهم بسلوكك:

• نظرتك
• نبرتك
• وقفتك
• حضورك
• وثقتك في قرارك، حتى وإن كان صعبًا

الهيبة ليست بالصوت العالي، بل بالثبات،
القوة ليست بالاندفاع، بل بالهدوء الواثق،
والاحترام لا يُطلب، بل يُزرع من الداخل ويُفرض دون عناء.

كلما ترددت في قول “لا”، فأنت تُدرِّب الآخرين على تجاوزك.
وكلما شرحت كثيرًا، كأنك تستأذن فيما هو لك.
التبرير الدائم هو سلاح خفي يضعفك وأنت لا تشعر.
والصمت في كثير من الأحيان، أوضح من ألف شرح.

توقَّف عن البحث عن رضاهم، فذلك الطريق بلا نهاية.
كُن مرتاحًا مع نفسك أولًا، حتى يرتاح الناس معك.
اتخذ قراراتك دون أن تنتظر التصفيق، ودون أن تخاف النقد.
فالناس يُعجبهم من لا يخاف أن يكون نفسه.

ثق أنك لا تحتاج إلى شرح كل شيء.
• لا تبرر لطفك
• لا تشرح قوتك
• لا تعتذر عن وضوحك
• ولا تحاول إقناع من لا يريد أن يفهمك

في اللحظة التي تتوقف فيها عن طلب القبول…
تبدأ رحلتك الحقيقية نحو احترام الذات،
وتصبح أنت القوة الهادئة التي تُلهم من حولها دون أن تتكلم كثيرًا.

فعندما تعيد ترتيب نظرتك لنفسك، وتحررها من وهم رضا الآخرين، ستكتشف أن احترام الذات ليس خيارًا بل ضرورة.
لا تخف من أن تبدو قويًا. فالسكينة تبدأ حين تدرك أنك لا تحتاج إلى شرح نفسك لأحد.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى