حقيقة مشهد الصمت الدولي دون إنكار حرب الإبادة الجماعية من أجل التمهيد لنهاية العالم
د/أحمد مقلد
إن غطرسة هذا العدو وإصراره على إعتبار هذه الحرب هي حرب نهاية العالم تحقيقاً لمعتقد ديني عندهم بإمتلاك الأرض من النيل إلى الفرات، حتى تحدث معركة هرمجدون ليفني البشر ويبقى بني يهود، وربما تكون كذبة صرح بها قادة إرهابهم حتى ينالوا صك الغفران من كارثة سقط فيها هذا العدو حين استغل عدته وعتاده في سبيل القتل بلا هواده في ظل إصراره على استمرار الظلم الواقع على المدنيين العزل ممن لا يجدون الدواء ولا الكساء ولا الطعام الذي يحفظ بقائهم ويعينهم على الاستمرار في موطنهم، والذي يرغب العدو في تهجيرهم منه لأسباب مختلفة منها أسباب اقتصادية من خلال إخلاء غزة لتكون بلا أي تهديد يؤثر على القناة التي يحاول أنشأها هذا العدو لتنافس قناة السويس في النقل الملاحي تحت اسم بونجوريون، بعد أن تغيرت مفردات إقامة مخطط إنشاء شريط سكة حديدية يربط بين السعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقاً لبيان نشره البيت الأبيض، حيث ذكر الرئيس بايدن خلال قمة العشرين بدولة الهند إن هذه الصفقة كبيرة حقيقية، ومن شأنها أن تربط الموانئ عبر قارتين وتؤدي إلى شرق أوسط أكثر استقراراً.
وفي سياق متصل نجد أن تلك المخططات غرضها تعزيز اقتصاد الدولة الغاصبة في إطار تمديد سياسة التطبيع بين هذا الكيان المنعزل مع دول الجوار، بغرض تحقيق آثار سلبية قد تضر باقتصادنا المحلي المرتبط بعوائد قناة السويس وما يمر بها من سفن عملاقة من جميع دول العالم.
أما من الناحية الدينية فإن هؤلاء الغزاة لديهم معتقد مسجل على جدرانهم في الكنيست وغيره لتذكيرهم بمهمتهم في إمتلاك الأرض من النيل إلى الفرات وهذا الأمر يفسر ما حدث في العراق وسوريا، بل نشرت ” جريدة هآرتس” فتوى لعدد من الحاخامات، أفتَوا فيها بأنَّه: يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم عملاق على الفلسطينيين، كما جاء في سفر التثنية الإصحاح 25 الفقرة العاشرة:”فمتى اراحك الرب إلهك من جميع أعدائك حولك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك نصيبا لكي تمتلكها تمحو ذكر عماليق من تحت السماء لا تنسى”، ونقلت الصحيفة عن الحاخام يسرائيل روزين قولَه:إنَّ حكم التَّوراة ينصُّ على قتْل الرِّجال والأطْفال وحتَّى الرضَّع والنساء والعجائز، وحتَّى سَحْق البهائم، ولكن شاءت إرادة الله أن يمنح مصر قيادة وطنية تدخلت مرتين لابطال هذا المخطط والذي قد تم تدبيره على أيدي شياطين الإنس لاستيطان أهل غزة في سيناء تمهيداً لاستمرار التمدد الاستيطاني لهذا العدو الغاصب، وكان قد وافق على هذا المخطط الإخوان المسلمين، والذين كان يقودهم الجهل لمبدأ أن الوطن ليس له حدود، واستلموا ثمانية مليارات دولار ثمناً لهذه الصفقة الفاسدة من الدولة الأم بمباركة “أوبام” رئيسها على هذا الفعل تمهيدا لتنفيذه، ولكن شاء الله أن لا يكتمل هذا الأمر بما حدث على يد سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله ورعاه والذي وحد صفوف الأمة وأعاد للدولة كيانها وحفظ بقائها من ظلم جماعة ظلامية أشاعت القتل وأحبت أن تحيا بفريقها، وإن هلك جميع من على أرض هذا الوطن لذا فقد اتخذ الجيش والشرطة قرارهم لدحر أوكار هؤلاء الخارجين عن القانون وقاد الدولة رجل يعلم الحق والحقيقة، وحفظ الحدود وأمن البلاد من تهديدات كبرى خارجياً وداخلياً، ولكن هذا العدو لم يصبر على فقد طموحه المدفوع بدعم من يرعاه ويرعي أفعاله الشيطانية بلا حسيب أو محاسبة ودون أدنى مراقبة لعواقب أفعاله، وها هو المخطط يُعاد على يد من قد انغمست أيديهم في قتل الأبرياء، وقتل الأنفس البريئة من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب. لتقتل كل أمل في استمرار هذا الشعب الذي عاش لتحيا قضيته من أجل الحفاظ على الوطن ومقدساته، ولكن رغم تصاعد الأحداث باستخدام أسلحة فتاكة ومحرمة دولياً من أجل محو هذا الشعب وجره للفرار من قدره إلى حدود خارج حدوده. في ظل هذا الصمت الدولي، والذي كال بمكيالين فقد حاسب المقتول على بداية الفعل، ولم يحاسب من أراد إعطاء الدرس للجميع، بأنه فوق المحاسبة فمن أمن العقوبة أساء الأدب، وها هي دولة الحريات والداعية لحفظ حقوق الإنسان تغمض عينها وتصدر تصريحات بأنها قد تسلمت تقارير عما يحدث في فلسطين على أيدي حليفها، وممثل سلطتها في الشرق الأوسط ولكنها لن تنظر إلى هذه التقارير في الوقت الراهن، بل واعتبرت الدولة الأم أن سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو من عرقل مشروع التهجير ووقف ليصد مخطط تم الاعداد له منذ سنوات طويلة نتيجة إيمانه القوى بقيمة القضية التي يدافع عنها، وعظم المسئولية التي يحملها لحفظ حدود هذا الوطن وحماية الأمن والأمان للمواطنين والمنطقة بأسرها.
وها هي الوسائل الإعلامية الغربية لا تظهر غير ما تريد إظهاره، وهو شوطنة هذا الفريق الضعيف الذي تقتله أحدث أسلحة مدمرة ويتم تجربة كل حديث من وسائل التدمير بدافع القتل والظلم وإثبات القدرة على سيادة المشهد في المنطقة بلا رد أو امتعاض أو إنكار دولي لكون العالم لا يهاب غير القوة، ولا مكان لقول الحق وبيان الحقيقة في وقت يتم هدم المستشفيات وقتل قوات الإغاثة الدولية ويرفضون دخول ممثلي الجنائية الدولية لبحث ومتابعة هذه الجرائم الحادثة، لكون الفعل عظيم والحقيقة غائبة عن الدول الغربية والعالم أجمع.
والآن وقد حان وقت كانت هناك محاولة لإستدراج مصر في مناوشات جانبية الغرض منها ليس تهديد أمن مصر، ولكنها وسيلة لمعرفة أن رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشهد صحيحة. بل وهناك مخططات جانبها الصواب لكون مصر يحكمها رجال يعرفون الحقيقة، ويدركون قيمة السلم والسلام فقد يظن البعض أن إدخال طرف ثالث لتهديد المنطقة مثل الحوثيين، ومحاولة العدو أن يتبرأ من هذه الهجمات الخاطئة للحدود ويتخذها ذريعة ووسيلة ليظهر بمشهد المدافع عن حدوه وصد هجمات غيره، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد قال كلمته الكاشفة لبيان الموقف المصري بأن الدولة المصرية دولة ذات سيادة ولن تقف مكتوفة الأيدي ضد أي هجمات تهدد أمنها وتحتفظ الدولة المصرية بحق الرد الرادع لكل من تسول له نفسه محاولة استهداف أمن وأمان مصر ومن سيحاول غير ذلك فهو يسعى لإشعال فتيل قنبلة في المنطقة دون تقدير حجم ما سينجم عن ذلك من ضرر بالغ على المنطقة والعالم أجمع، خاصة في حال دعم رؤية استيطان أهل غزة لسيناء وفق مخطط التهجير القسري تمهيداً لاستهداف الدولة للوقوع في مخطط الصراع ومحاولة إكمال خطة نهاية العالم، ولكن مع تراجع بايدن عن تصوره واقراره بأهمية عدم نزوح الفلسطينيين خارج أرضهم وتبني رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال مكالمته مع سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاطلاع على رؤيته وكيفية تخطي الوضع الراهن.
وربما كانت تلك الرؤية دلالة على معرفة أن هذا العدو ليس خصم شريف، ولكنه صاحب خطة متسلسلة متصاعدة نحو امتلاك الحقيقة ونيل الفرصة لإحياء حرب نهاية العالم وكيف لا، وهم شعب قتل انبيائه ولم يؤمن لنبيه وكُتب عليهم التيه مصداقاً لقوله تعالى في كتابه الحكيم:” فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ”[المائدة:26].
وقد مُسخ أغلبهم قرود جزاء فعلهم وهذا مثبت بالقرآن الكريم في سورة البقرة الآية ٦٥ (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) ، وقد ذكر لنا القرآن الكريم أن النصر والعدل سيكون للمؤمنين بعد أن يسود العدل ويمحي الظلم وسيكون الانتصار وسيلة لإظهار حكمة الله في محو دولة الظلم وإقامة العدل في الدنيا قبل أن يقام ميزان عدل الاخرة، فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]