حكمة سليمان وملكة سبأ.. من الطغيان إلى الإيمان

كتبت / دنيا أحمد
في قديم الزمان، كان سليمان عليه السلام هو ملك بني إسرائيل ونبيهم، وقد أُوتي من الله الحكمة والعلم، وملكًا واسعًا، وطاقات لا تُعدّ ولا تُحصى. وكان من بين مخلوقاته الطير والجن، وكان له جيش عظيم من الإنس والجن والطير، وكان يتحدث مع جميع المخلوقات.
وفي يوم من الأيام، وصل إلى سليمان خبر عن ملكة سبأ، وهي بلقيس، ملكة حكيمة ذات مملكة عظيمة. لكن كان هناك أمرٌ في ملكها أثار دهشة سليمان عليه السلام. فقد كانت تعبد الشمس، وكانت قومها على دين الشرك.

فأرسل سليمان رسالة إلى ملكة سبأ، يدعوها فيها إلى عبادة الله وحده، ويعرض عليها أن تأتي إليه لتؤمن بالله وتترك عبادة الشمس.
ولكن ملكة سبأ كانت ذكية جدًا، وقالت لقومها:
“إني سأرسل هدية لسليمان، وأرى ماذا يفعل. إن كانت هديتنا عظيمة، فإننا نعلم أنه ملك صالح. وإن لم يقبلها، فإنه ملك طاغٍ.”
فأرسلوا هدايا ضخمة إلى سليمان عليه السلام، لكن سليمان رفض هداياهم وقال:
“ما آتاني الله خير مما أتاكم!”
ثم قال لهم:
“رجعوا إليهم بجيش لا قبل لهم به، لعلهم يؤمنون.”
ملكت سبأ، وبعدما عرفت عن حكمة سليمان، قررت أن تأتي إليه لتسمع منه مباشرةً. وعندما وصلت إلى سليمان، كان قد استعد لذلك اللقاء العجيب.
سليمان عليه السلام استخدم حكمته، فطلب من الجن أن يأتوا بعرشها في لحظة، فكان له ذلك.
وأدهش هذا التحدي ملكة سبأ، وقالت في نفسها: “هذا ليس من علم البشر، هذا هو علم الله.”
وعندما وصلت إلى سليمان، تبين لها أنه نبي عظيم، وعرف سليمان فطنتها، وسألها:
“أتحسبين أنني ملك طاغٍ؟”
ملكة سبأ فاجأتها الحكمة، فآمنت بالله وقالت:
“ربي إني ظلمت نفسي، وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.”

العِبر والعظات:
• الحكمة والعدل من أهم صفات القيادة.
• التواضع أمام الحكمة والنور الإلهي يُؤدي إلى الهداية.
• الدعوة إلى الله لا تحتاج إلى المال، بل إلى الكلمة الطيبة.
• ملكة سبأ تمثل مثالًا على الانفتاح العقلي والقدرة على قبول الحق عندما يُعرض عليها.






