حمادة خشبة يكتب .. الإدارة المنزلية
التخطيط الجيد والمتوازن للموارد الماليه لأي أسرة هو أساس اكتمال الإدارة المنزليه وحين يسود الإسراف والعشوائية في الإنفاق فتكون الاسره أمام مشقة وصعوبة في معيشتها وتجد صعوبه بالغه في تطوير نفسها.
تشتكي العديد من الأسر من عدم قدرتها على التحكم في نفقاتها مما يدفع اغلبهم الي الاستدانه او طلب قرض وهي في الحقيق تخلق بهذا مشاكل سوف تتعرض لها فيما بعد دون أن تدري ان لم تتحكم في انفاقها.
تتحكم الاسره في مصروفاتها عن طريق التخطيط الجيد لميزانيتها وتجتهد في اتباع أساليب ضغط المصروفات لتتناسب مع الاحتياجات المتعددة. غير أن الأمر بحاجة إلى اعتماد خطة مدروسة، ترسخ الوعي الاستهلاكي السليم.
من خلال هذا المقال المتواضع نتعرف معا على عدة مراحل لعمليه التخطيط الجيد ومنها كيفية وضع أهداف ماليه تساعد على التحكم في الدخل الشهري وكيفية تدبير الإنفاق وخصوصا في شهر الكرم “شهر رمضان” اعدة الله علينا وعليكم وعلى امة الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم
فوجود هدف يُعني ان لديك حافز يدعم الرغبه في الادخار ويساعد غلي ترتيب الأولويات مثل شراء منزل او سفر او زواج احد الأبناء او توفير أقساط الجامعه ومصاريفها.
لابد أن تكون الأهداف واضحه ومحدده لكي ينتابك شعور نفسي يعزز الميل للادخار وهو عامل رئيسي في الحد من النزهه الاستهلاكية الخاطئ والصرف العشوائي القائم على المباهاة.
أيضا لابد أن نهتم ببناء الموازنة الماليه وهي الدخل الشهري وبنود الإنفاق ولا يجب أن يكون الهدف هو ضغط المصروفات فحسب وإنما يكون أيضا تحقيق أقصى إشباع لمتطلبات الأسرة خلال الشهر مع تحديد سقف الاستهلاك
لا يمكن وضع نموذج موازنة وثابت ، لكون الأسر تختلف في طبيعة الدخل ومستوى المعيشة والاحتياجات، والنظرة العامة للحياة كذلك. إلا أن هناك خطوطا عريضة يمكن اعتبارها مشتركة أثناء التخطيط لميزانية أسرية.
اولا علينا تحديد الاحتياجات الرئيسية من المصروفات التي تتوزع بين السلع والخدمات مثل المأكل والملبس والمسكن وكذلك أيضا التعليم والمواصلات والطبيب وبنزين السياره، وتحديد سقف المصروفات الشخصيه والمواد الاستهلاكية المكملة مثل رصيد التليفون والانترنت المنزلي .
التنسيق لعملية التسوق وشراء الأغراض داخل الأسرة ويكلف بها احد افراد الاسره لكي تنحصر مهمته في تغطية قائمة الاحتياجات بكمية اقل واستخدام البدائل الممكنة، وتوظيف مهارات ومعارف أفراد الأسرة لاداء مهام وخدمات تسهم في توفير المصروفات مثل تصليح حنفيات المطبخ او تصليح بعض الأعطال الأخري لتجنب بقدر الإمكان المصروفات الزائده التي من الممكن أن تتوفر بتلك المهارات.
وتبقى الخطوة الأصعب وهي كيفية تحقيق الميزانية لان من السهل التخطيط لها ومن الصعب تنفيذها فعلينا الالتزام الكامل بتنفيذ الميزانيه بقدر الإمكان طبقا لدخل الاسره، لقد قرأت كتابا قيما باسم “اغني رجل في بابل” أدعوكم لقراءتة فهو فعلا يستحق القراءة وكيفيه الادخار ومعرفة المعارف السبع التي من خلالها يتحول حالك بتوفيق من الله الي الأحسن.
هناك مرحلة أخرى تلي تنفيذ الميزانيه وهي المراقبه والمتابعه لبيان مؤشرات النجاح او الفشل فإن تحقق فائض نسبي او تعادل الدخل مع المصروف فهذا نجاح اما اذا تحقق العكس فإن الاسره تجد نفسها امام خيارين، اما زيادة الدخل عن طريق العمل الإضافي او العمل على مزيد من ضغط الإنفاق وهذا امر صعب للغايه.
في النهاية تأتي مرحلة التقييم لتعكس مدى شعور الأسرة بالرضا والنجاح في إدارة مواردها الماليه للاستمرار على هذا المنوال وتشجيع استثمار الفائض لضمان وجود سيولة ماليه عند حدوث مفاجآت ليست في الحسبان.
وكل عام وانتم بالف خير
الكاتب الصحفي : حماده عبد الجليل خشبة