مقالات

حمدي رزق يكتب: السؤال الذى أبكى الملايين؟!

حمدي رزق يكتب: السؤال الذى أبكى الملايين؟!

حمدي رزق يكتب: السؤال الذى أبكى الملايين؟!
حمدي رزق

الله يكرمه، الدكتور «رضا حجازى» وزير التربية والتعليم طمن قلبى وقلوب الملايين: «امتحان الثانوية هذا العام سيكون بدون ألغاز.. متخافوش»!.

الوزير يطمئن طلاب الثانوية فى «بورسعيد»، وطلاب الإعدادية فى «سوهاج»، وفى درجة حرارة يُذيب صهدها عين القطر (النحاس)، يفكرون يتساءلون فى جنون، مفرد جمع «الخلال»، وجمع كلمة رأيتها «ما يشبه الأحاجى، ألغاز فى ورق الأسئلة»!!.

هلا طالع الوزير حجازى امتحانات الألغاز فى الصعيد، فى أسيوط كان اللغز عويصا، ما المراد من كلمة «تتلجلج»، وفى الاختيارات «تتحرك- تصيح- تطلب- تتألم»!!.

أنا فى عرض المجمع اللغوى، أطالع على المواقع الإخبارية عجبا، بالأمس كان العنوان صاخبا على طريقة برنامج «جورج قرداحى»: السؤال الذى أبكى الملايين من طلاب الثانوية العامة!!.

لم أسمع بكاء، ولم يصل علمى سبب البكاء، وخشيت أن يكون من جراء شرد الهَجير، بمعنى شِدّة الحرّ فى نِصْف النَّهار، وأرجو عدم استعمال «الهجير» فى امتحانات الثانوية، وبالتحرى وقفت على كنه السؤال الذى أبكى الملايين، فبكيت جنب الحائط الإلكترونى حتى سمع بنهنهتى الجيران!.

السؤال الحارق، جمع كلمة (شاى)، سؤال أقرب إلى لغز، لا أعرف هل هو سؤال فى امتحان، أم أحجية من الأحاجى التى تختبر المحصول اللغوى لطائفة من النحاة؟.

علما، كلمة شاى اسم جنس، فردى، من الأسماء التى لا تقبل الجمع وتدل على الجنس وتصلح للدلالة على القليل والكثير معًا، مثل كلمة ماء، لبن، هواء، عسل، حجر.. يلزم العودة إلى المجمع اللغوى لسبر أغوار أسئلة الامتحانات قبل الدفع بها إلى الطلاب الممتحنين!.

أخشى من سؤال لاحق، وما لون الشاى، أبيض، أخضر، أسود، ناعم، ولا بفتلة، إن الشايات تشابهت علينا، وشايات بحسب المجمع اللغوى، جمع مقبول على مضض، من لزوميات اللغة العربية الفصحى.

امتحانات الثانوية العامة لم تبدأ بعد، والتوتر ممزوجا بالترقب يسود البيوت، وكورسات المراجعات النهائية فى السناتر على قدم وساق، وفوق ذلك كله، يجرى تشتيت الطلاب بأسئلة عجيبة وغريبة ومثيرة للأعصاب.

توتير الأجواء النفسية قبيل امتحانات الثانوية طقس غبى، ينتهى عادة بإحباطات نفسانية تفضى إلى مآس مجتمعية، ما فى بيت فيه طالب ثانوية إلا وبات جحيما لا يطاق، الشحن زائد، ومنسوب التوتر مرتفع، تشم رائحة احتراق الأعصاب من البيوت المغلقة على ما فيها من غرف مذاكرة تشبه (غرف العمليات).

متى ينتهى هذا الكابوس السنوى، ألم يتوصل دهاقنة التعليم بعد إلى ثانوية رحيمة، إلى متى ستظل الثانوية العامة قاسية، مثل «عنق الزجاجة» الذى يخنق الأنفاس فى الصدور.

لا مثيل لثانوية مصر حول العالم، راجع وسائل التواصل بلغاتها الأصلية ومترجمة، لن تصادف خبرا عن ألغاز الثانوية الصينية أو الفيتنامية أو البرازيلية، الثانوية حصرية مصرية، وكأن الشعب المصرى استثناء حول العالم، لديه امتحان سنوى فى المفرد والجمع، جمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم.. وجمع تكسير العظام.

الثانوية المصرية عجيبة من عجائب الدنيا، العجيبة الثامنة، تعرف مصر بالأهرامات والثانوية العامة، وأبو الهول صامت عن هذا الذى يحدث سنويا فى موعد معلوم.

 

 

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى