مقالات

حمدي رزق يكتب .. المَنْسِيُّون!!

حمدي رزق يكتب .. المَنْسِيُّون!!

حمدي رزق يكتب .. المَنْسِيُّون!!
حمدي رزق

احتراز وجوبى، ما كتبت سطرًا فى ملف العفو الرئاسى يحمل «شخصنة»، ولم أطالب بالإفراج عن «سجين بعينه»، أقواس الحريات مفتوحة، والمطالبات فى حدها الأقصى طمعًا فى الإفراج عن كل مَن لم يحمل سلاحًا، ومَن لم تتلوث يداه بالدماء، ولم ينتمِ يومًا إلى الجماعة الإرهابية.

وأطالب لجنة «العفو الرئاسى»، فى تشكيلها الجديد، بأن تنظر عاجلًا فى الملفات جميعًا دون تقديم أو تفضيل أسماء على أسماء، الكل سواء، ليس عدلًا أن يظل أحدهم يمضى أيامه فى السجن محرومًا من حياته ومستقبله، دون أن يطالب بالإفراج عنه أو يتذكره أحد، فقط لأن جماعات الضغط الإلكترونى نسيته، سقط سهوًا.

ومنهم مَن ينتظر، يمضى أيامه يلعق مرارة الصبار، وكأنه مقطوع من شجرة، ليس وراءه حزب يطالب بحريته ولا جماعة ولا شِلّة، وإذا ذُكر اسمه ضمن المطالبات فعلى خجل، من باب ذرّ الرماد فى العيون.
ياما فى السجن مظاليم، وعلى الوزن والقافية ياما فى قوائم الإفراجات منسيِّين، ربما لأن صوتهم خفيض، وليسوا مفروضين ولا مطروحين فى النقاش العام، ولو حدث أن ذُكرت أسماؤهم فعَرَضًا مع آخرين، كمالة عدد.
أخشى أن البعض صار نَسْيًا مَنْسِيًّا.

البعض قليل اليخت، تخلو مطالبات الإفراجات على طولها وملاحقها من أسمائهم دومًا، ولا أى انزعاج أو قلق أو صعبانيات من جوقة الدمع الهَتُون.
أذكر مرة كتبت متمنيًّا إطلاق سراح ناشطة معاقة لظروفها الصحية، نموذجًا ومثالًا، فصدمنى أحدهم ممن يطالبون بالإفراج عن الأصدقاء والشلّة فقط لا غير، باتصال يلفتنى أن هناك فى السجون مَن هم أهم منها. خلاصته «البنت دى مش مننا..»، فكان الرد المطالبة مستوجب أن تكون «عامة ومجردة» ليست تفضيلًا ولا تفضلًا.. وخلف اتصاله حالة بؤس تتلبّسنى كلما شاهدته متلبسًا بمطالبة بالإفراج عن شخوص بعينها.

ضربت مثلًا، حتى لا تنْجَرَّ «لجنة العفو الرئاسى» وتميل، فتنحرف عن رسالتها، وتُشهِّل من التشهيلات الحزبية، الأمانة المؤتمنة عليها لصالح شخصيات مفضلة سياسيًّا، وتلبية لأغراض حزبية ضيقة، وتتجاهل قاعدة ياما فى السجن مظاليم، سيكون الظلم بعينه، أن تُسند إليك الأمانة فتمنع وتمنح، وتفيض وتضِنّ، وتفرط وتقتر.

إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ، هذا ليس تشكيكًا فى الذمَم لا سمح الله، أو مصادرة على المطلوب، ولا تأميمًا لأعمال اللجنة بتشكيلتها الجديدة، بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى.

أراهن بصدق وبيقين على أريحية الرئيس السيسى أن يشمل الجميع بعطفه، ويعفو عنهم جميعًا، بقرار رئاسى لا يرتهن بمطالبات تمييزية، وتفضيلية، جميعًا دون تفرقة، وحتى لا يتاجر البعض بالإفراجات سياسيًّا!!.
فى مطالبات الإفراج مشكلة تفضيلية، كل حزب يقدم شبابه على غيرهم، ويُقصر مطالباته عليهم، ولا يلقى بالًا ببقية المساجين، رغم أن غنوة المساجين لكل المساجين.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى