مقالات

حمدي رزق يكتب: النبيلة فى مستشفى العباسية!!

حمدي رزق يكتب: النبيلة فى مستشفى العباسية!!

حمدي رزق يكتب: النبيلة فى مستشفى العباسية!!
حمدي رزق

عندما تساءلت تبرعوا لمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، وبالضرورة جميع المستشفيات الحكومية والجامعية، أغبطنى بشدة رسالة رقيقة في فيديو لطيف من السفيرة نبيلة مكرم، وهى تذهب بشباب وشيوخ جمعيتها (فاهم) إلى مستشفى العباسية المرة تلو المرة، بتبرعات وهدايا دعمًا نفسيًا راقيًا وتبرعًا طيبًا (نحو ٢ مليون جنيه في الزيارة الأخيرة) تلبية لاحتياجات العاجلة لهذا المستشفى العريق.

«مؤسسة فاهم» تشق طريقها برشاقة بين الجمعيات الخيرية، بخيرية ورقى وبأهداف مستقبلية تستهدف التطبيع مع المرض النفسى، وإزالة الوصمة عمن طالهم المرض النفسى، ما يعينهم على الشفاء والحياة الطبيعية بين الناس. 

دوافع نبيلة من النبيلة نبيلة مكرم، مهم أن يكون هدفك في الحياة سعادة الناس، فتجتهد قدر طاقتك في مسعى نبيل، زارت بجمعيتها المستشفى ثلاث مرات، ربنا يتقبل.

لها من اسمها نصيب، نموذج ومثال للنبل الإنسانى، النبيلة قررت أن تكمل رسالتها الحياتية (بعد خروجها من الوزارة) بمشروع إنسانى راق، يتسق مع أفكارها ونسق حياتها، مفطورة على الخدمة العامة.

أطلقت مؤسسة «فاهم» للدعم النفسى، كمؤسسة أهلية رائدة تهدف إلى زيادة الوعى بالأمراض النفسية، وتهيئة أسرة المريض النفسى لفهم ماهية المرض وكيفية التعامل معه، والقضاء على الصورة السلبية الشائعة عن المرض النفسى.

ما يسميه العلامة الدكتور أحمد عكاشة «وصمة المرض النفسى».. وقانا الله من شر الوصمات المرضية، المرض النفسى ليس وصمة ولكنه اختبار إنسانى صعيب تحت ضغوط حياتية عاتية.

رسالة النبيلة إنسانية المحتوى تعبر عن مكنون قلب هذه السيدة العظيمة التي ابتليت فصبرت، وحولت المحنة الشخصية إلى منحة ربانية، جسدتها في برنامج دعم نفسى لإنقاذ آلاف النفوس المعذبة، والطبطبة على أكتاف الأسر المتعبة من جراء الأمراض النفسية التي شاعت بين الناس، وقد تدفعهم إلى اليأس والانتحار.

هذه اليد الحانية، والنفس الراضية، تستحق دعمًا من الأحباب، أسماء الشراكات مع شركات وطنية معتبرة (تعجز هذه السطور عن ذكرها جميعا) تثير الإعجاب، وعطفة المحبين تدفعها إلى المزيد من العطاء.

رغم ألمها، ومحنتها، النبيلة تخرج من شرنقة الحزن، كالفراشة ترفرف بأجنحتها الملونة، تنشر السعادة في النفوس.

أعلم علم اليقين قوة صبر واحتمال النبيلة، رقتها لا تترجم ضعفًا، في صلابة الفولاذ، ورأسها دومًا مرفوع، وابتسامتها تعبير عن الرضى والقناعة بالمكتوب، ولكنها كما يشدو العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» بكلمات «صلاح أبوسالم» في رائعته «على حسب وداد قلبى»، «لا هاسلم بالمكتوب ولا هرضى أبات مغلوب / وهاقول للدنيا يا دنيا أنا راجع أنا راجع أنا راجع للمحبوب».

حضور النبيلة في فيديو زيارة العباسية، وتحلق جمع من الأصدقاء الخيرين من حولها، سيشكل فارقًا في الدعم المباشر لمستشفى العباسية للصحة النفسية التي تناديكم وتستحث ضمائركم، دعما لمن هم في أمس الحاجة إلى كلمة حانية وهم في ظلمة غيابات الجب النفسى، بعض من العطف وما بعدها معطوف عليه.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى